adv

Hazooma blog in other languages

مذكرات د : مصطفى محمود " حكايتى مع الموت " ( الحلقة الثالثة )



■ يا صاحبى ما آخر الترحال؟ وأين ما مضى من سالف الليالى؟ أين الصباح وأين رنة الضحك؟! ذابت كأنها رسم على الماء.. أو نقش على الرمال.. كأنها لم تكن.. كأنها خيال.. على متاع كله زوال.. على مسلسل الأيام والليالى فى شاشة الوهم ومرآة المحال..

■ إلهى يا خالق الوجد من نكون.. من نحن.. من همو.. ومن أنا. وما الذى يجرى أمامنا.. وما الزمان والوجود والفنا.. وما الخلق والأكوان والدنا.. ومن هناك ومن هنا.. أصابنى البهت والجنون..

■ ما عدت أدرى وما عاد يعبر المقال.

مصطفى محمود

صمت الدكتور مصطفى محمود طويلاً عندما طرحنا عليه سؤالاً عن بداياته الحقيقية للكتابة والصحافة والأدب الذى خرج بشكل واضح فى مؤلفاته من روايات ومسرحيات وكتابات فكرية ونقدية فتنفس الصعداء ونظر فى الأفق البعيد..

وقال كان أول كتاب أتعلم منه قواعد الكتابة ومبادئ القصة هو القرآن الكريم وما حمل من قصص الأنبياء والرسل، والذى اهتممت بتناوله بشغف منذ أن تعلمت القراءة والتى تعلمتها قبل أن أتعلم أو أتمكن من الكتابة،

فقد كانت القراءة فى حياتى تسبق الكتابة، ومنه كانت البداية، وقد كان أول قارئ لكتاباتى وناقدى الوحيد هو صديق الطفولة فرج، وهو كان صديقى الوحيد بالرغم من أننى كان لى زملاء كثيرون، ولكن الأصدقاء أنتقيهم عملاً بحديث رسول الله الذى كان يردده والدى على مسامعنا أنا وإخوتى «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» وقد ظل فرج صديقى الوحيد ولم نفترق حتى بعد التحاقه فى المرحلة الثانوية بمدرسة الصنايع العسكرية والتحاقى أنا بمدرسة طنطا الثانوية ولم نفترق لأننا كونا مصنعاً صغيراً، فقد كنت شغوفاً بالكمياء والطبيعة وكان هو يجيد صناعة القوالب من الصلب والنحاس وخلافهما من المعادن فوجدت أننا فريق يكمل كل منا الآخر،

وأتذكر أن فى تلك الفترة الزمنية كانت المدرسة مع بداية العام الدراسى قد قامت بتسليمنا محتويات معمل صغير للكيمياء، وعلى كل طالب أن يقوم بدفع مبلغ تأمين، ويقوم أيضاً برد المعمل إلى المدرسة فى نهاية العام والحصول على مبلغ التأمين، ولكننى لم أرد المعمل مرة أخرى ووضعته فى بدروم البيت، وقمت بتجاربى المعملية الفاشلة فى أحيان كثيرة، كما ذكرت قبل ذلك، والتى كانت تتسبب فى تمزيق ملابسى الجديدة والقديمة وكنت أفاجأ بأمى تصرخ فى وجهى وتقول: «إنت مش خايف إنك تموت من اللى انت بتعمله ده»

وبالطبع كان فرج يصاحبنى فى تلك التجارب المعملية بمحتويات معمله من مجمرة والتخمير، وكانت هناك تجارب معملية ناجحة وقمنا من خلالها باستخراج العطور والروائح الجميلة ومبيدات قاتلة للصراصير، تلك الحشرة الضئيلة التى كنت ومازلت أكرهها بشدة، وكانت هناك أيضاً تجارب معملية فاشلة ترتب عليها الانفجارات التى جعلت أبى يقوم ببيع المعمل خوفاً على من الموت المحتوم الذى كان يطاردنى، ويطارد فرج مع كل انفجار وكما ذكرت كان فرج هو القارئ الوحيد لكتاباتى،

وفى أحيان كثيرة كان يشير إلى أن أغيّر من مضمون قصة وتحويلها من اللامنطق إلى المنطق حتى يتقبلها عقله، وأيضاً مرحلة النشر لما أكتب كانت مرحلة مبكرة فقد بدأت منذ أن كنت أقضى رحلة فى مصيف بورسعيد، وأرسلت إلى أخى مختار خطاباً أتكلم فيه عن الأيام التى أقضيها فى المصيف، وقد كان صديق أخى وقت ذاك محمود محمود الصياد الذى أصبح من نجوم تجويد القرآن الكريم بعد ذلك،

وقرأ الخطاب وقال لأخى إن أخاك مصطفى سيكون له شأن كبير فى مجال الكتابة والأدب، وكانت شهادة فرحت بها كثيراً عندما أبلغنى بها أخى، والمرة الأخرى التى خرجت فيها كتاباتى إلى النور قبل أن أتخطى المرحلة الثانوية عندما أعلنوا فى مدرسة طنطا الثانوية عن مسابقة باللغة الإنجليزية وكان موضوعها يدور فى عن كتابة قصة عن أكثر الأحلام رعباً، وكانت مفاجأة أن أحصل على الجائزة الأولى التى كانت عبارة عن «خمسين قرشاً وشنطة مدرسية» وكان الحلم الذى ساعدنى فى الحصول على هذه الجائزة التى كانت كبيرة جداً فى هذه الأيام أننى كنت مريضاً ودرجة حرارتى منخفضة وضربات قلبى ضعيفة

ولذلك استدعت أسرتى الطبيب وكان ثقيل السمع عندما وضع السماعة على صدرى لم يسمع نبضات قلبى فظن أننى فارقت الحياة فتوجه إلى الأسرة بوجه شاحب يتصبب منه العرق قائلاً البقاء لله لقد مات ذلك الولد المسكين وما كان إلا أن «رقعت» أمى بالصوت وحزن جميع أفراد العائلة على فراقى وكفنونى ووضعونى فى النعش ولكننى استعدت وعيى بعد وقت قصير وفتحت عينىّ لأجد نفسى فى ظلمة دامسة وملتماً بالكفن فشعرت بالرعب الشديد لما أنا فيه وثارت فى ذهنى أسئلة متعددة وكان بينها: أين أنا؟ وكيف سأخرج من هذا النعش؟ وعندما استعادتنى الأسرة كانت فرحة بلا وصف وربما كان هذا الحادث داعيا لأن يطلقوا على لقب الممسوس أو الملبوس وسهل لى لقب المشرحجى فيما بعد.

وكان هذا الحادث إضافة لحادث وفاة أخى التوأم سعد الذى توفى قبل أن أراه ضمن عدة أحداث كانت محفورة داخلى وساهمت فى تشكيل أفكارى، ومنذ أن تناولت ذلك فى قصة «أغرب حلم مرعب» وأنا مؤمن بأن الموت هو الحقيقة والخلاص من هذا العالم وأن التابوت ليس الصندوق الخشبى الذى يحمل بداخله الموتى أو «الحجرى» فى العصر الفرعونى الذى تحفظ به المومياوات ولكنه يمثل الجسد الذى تسكن بداخله الروح وبمجرد خروجها يصبح هذا التابوت فارغاً وينتهى كل شىء.

التحقت بكلية الطب، وخلال الدراسة مارست مجموعة من المواهب الخاصة بجوار دراستى بها كالغناء وعزف الموسيقى فى الأفراح كما ذكرت قبل ذلك كالناى، والعود الذى ذهبت إلى مدرس ليدربنى للعزف عليه، ونشرت بعض كتاباتى الأدبية بالجرائد والمجلات، ولكن كل هذه الأمور كان صعباً على أسرتى تفهمها خاصة والدتى بعد أن أصبحت مسؤولة عن البيت ومن فيه بعد وفاة أبى حيث كنت أصغر العائلة سناً وأكثرهم محبة للنكتة والضحك فكنت محبوباً من جميع إخوتى سواء أشقائى أو والدتى،

وكانت أمى تصرخ فى وجهى وتقول «إنت هتموت نفسك بنفسك.. هو انت صحتك حمل كل ده» وكنت أشفق عليها خاصة وأنا أرى فى عينيها نظرات الخوف علىّ ولكنى كنت أتصرف بوازع من الرفض الداخلى الذى أتصرف به تجاه المسلمات، كذلك من أجل التميز والتفرد واكتشاف الجديد، فقد كانت رغبة جامحة لا يستطيع أحد أن يتصدى لها، وفى إحدى هذه الثورات المتكررة من والدتى اكتشفت أننى يجب أن أنسحب وأعيش فى حياة مستقلة لأننى لا أستطيع أن أمارس ما أريد بمنتهى الحرية فقمت بتحضير حقيبة ملابسى فى إصرار على الرحيل ولم يستطع أحد أن يقنعنى بالرجوع عن قراراتى التى كنت اتخذتها بعد تفكير طويل فتركونى متمنين أن أوفق فيما أريد..

تركونى لأواجه مصيرى، فذهبت أبحث عن بنسيون مناسب لإمكانياتى المادية المحدودة والمتواضعة حتى وجدت «بنسيون بسيط» فى حلوان فقمت بتأجير حجرة به وعملت محررا صحفياً بإحدى المجلات، وكان يجب أن أعيش حياتى بطريقتى، وليس بالطريقة التى يعيشها الصحفيون، وبدأت مرحلة عجيبة وغريبة وجديدة وقاسية جداً فى حياتى، فقد عملت بعد ذلك محرراً صحفياً بجريدة «النداء» براتب اثنى عشر جنيهاً شهرياً، وهى جريدة وفدية وكان يملكها ياسين سراج الدين، ووجدت أننى أعيش حياة الصعلكة التى يعيشها معظم الراغبين فى العمل بمهنة الصحافة فى بداية حياتهم وما لبثت إلا أن ظهرت ضريبة قراراتى وكل هذا العناد بإصابتى بمرض «التيفود»، ودخلت مستشفى الحميات بالعباسية

وما إن أفقت من غيبوبة المرض حتى وجدت أخى مختار على رأس السرير الذى أنا طريح فوقه يقول لى «أدى أخرة المشى البطال وعدم سماع النصيحة والعناد.. خف بسرعة عشان ترجع البيت.. أمك هتموت عليك» وقد كنت فى ذلك التوقيت قد قضيت خارج البيت حوالى عام كامل، ولكننى تعلمت من هذه التجربة الكثير والكثير، وكان أهم ما خرجت به أن العمل بالصحافة دون الحصول على شهادة أو وجود مصدر رزق آخر تصاحبه أحلام المؤلف والأديب لا يكفى،

خاصة أن المادة التى يحصل عليها الصحفى بعد عناء ويقوم بكتابتها يمكن أن يراها تزال أمامه وتحجب من النشر بمجرد ظهور إعلان مفاجئ لأمواس حلاقة أو روج أو دواء أسبرين، ووجدت أن مواصلة دراستى فى الطب الذى انقطعت عنه سنة كاملة وتعلم كيف أعالج المرض أكثر فائدة، ووجدت أيضاً أن فى عالم الصحافة الأحلام فى اتجاه، والأدب والمجد فى اتجاه، والهلس الصحفى فى اتجاه آخر، ومن الممكن أن يضيع عمرى فى أشياء لا تغنى ولا تسمن، وأننى لابد أن أنهى دراستى بالطب، وبعد ذلك أمارس الأدب والكتابة وأنه سيختلف الأمر بين أن أكتب وأنا لا شىء، وبين أن أكتب وأنا طبيب.

ومرت سنوات وأصبحت معروفاً بين الوسط الصحفى وأصبح لى أصدقاء من بينهم كامل الشناوى، الذى قال لى بعد ذلك فى أزمة كتابى «الله والإنسان» جملته الشهيرة «إنت بتلحد وانت على سجادة الصلاة» وكان كامل الشناوى صاحب فضل كبير علىَّ، حيث كان أول من قام بنشر كتاباتى ومقالاتى فى «آخر ساعة»، وكنت أقوم بالإمضاء عليها بالحروف الأولى من اسمى «م.م» وأتذكر فى هذه الفترة أن صديقى العزيز أنيس منصور، كان يقوم ببعض المعاكسات معى، حيث كنت أنتهى من كتابة مقالى بتوقيع «م.م» فكان هو ينتظر حتى ينتهى الجميع من أعمالهم ويذهبوا، وينزل إلى المطبعة ويغير الإمضاء إلى «م.ع» وكنت عندما أقرأ المقال فى اليوم الثانى أفاجأ بالتغيير فأغضب مما حدث،

وعندما أذهب للتعرف على حقيقة ما حدث أعرف أنه أنيس، كنت أقول له «يا أخى يعنى إنت مستكتر علىَّ حتى الحرف»، وكان يضحك وأنا أضحك من أعماله الجهنمية، وهنا يغوص مصطفى محمود فى موجة من الضحك، ويقول: أنيس منصور من الشخصيات التى اتفقت معى فى بعض أفكارى وهو من أصدقائى الذين أحببتهم منذ بداية عملى الصحفى فى جريدة «المسائية» وهى الجريدة التى أنشأها كامل الشناوى وفى بداية إنشائها استقلت من «آخر ساعة»، وذهبتُ معه أنا ومجموعة من الأصدقاء وهذه الجريدة لم تستمر أكثر من شهر،

وفى هذه الفترة كان كامل الشناوى دائم القول بشأنى وبشأن يوسف إدريس «إنتم مش طلبة كلية الطب.. إنتم طلبة كلية طب الجميلة»، فى إشارة لكلية الفنون الجميلة، وأتذكر الشناوى رحمه الله، وكأننى أشاهده أمامى، وهو يضحك عندما ذهبت إليه فى يوم من الأيام لأدعوه لحضور حفل تخرجى فى كلية الطب، وكان يقول «بقيت دكتور؟ مش معقول.. أنا مش مصدق.. صحيح الروشتة اللى كتبتها مرة لأبوالعنين وكان أحد أصدقائنا وراح يصرفها وجد أنها أمواس حلاقة» ولبى دعوتى وحضر حفل التخرج فى كلية الطب

وكان يقول وهو يضحك أنا مُصّر إن الموضوع ممكن يطلع نكتة صحفية كما أننى أثناء عملى فى مجلة «صباح الخير» قمت بتأليف رواية «المستحيل» ونشرتها حلقات مسلسلة وزرت بعد ذلك كامل الشناوى فى مكتبه فقال لى متى سنقرأ الرواية كاملة فى كتاب فقال عندما نجد الناشر لأن الناشرين فى تلك الفترة كانوا لا يدفعون مبالغ مجزية لأن القراء كانوا يفضلون قراءة الصحف والمجلات أكثر من الكتب وقد سبق أن قمت بطباعة كتب على نفقتى الخاصة.

وواكب تخرجى أحداث ثورة يوليو ٥٢ وصدور مجلة التحرير وكان يرأس تحريرها ثروت عكاشة وبدأت أكتب بها وكان يكتب معنا حسن فؤاد ومجموعة كبيرة من الرسامين والأدباء الذين جمعتنى بهم صداقة متينة بعد ذلك ولا أستطيع أن أقول إن عملى بالصحف مع كامل الشناوى فى الصحيفة المسائية التى لم تستمر كما ذكرت أكثر من شهر أو فى آخر ساعة إلا أنه كان عملاً مؤقتاً فى بلاط صاحبة الجلالة، إنما بدأ عملى الفعلى بالصحافة فى «مجلة التحرير»

وفى التوقيت نفسه بدأت أمارس مهنة الطب فى بعض المستشفيات الصغيرة إلى أن استقر بى الحال فى مصحة ألماظة للحميات التى هيأ لى العمل بها إلى العزلة لموقعها الجغرافى آنذاك كان فى الصحراء التى تتسم بالهدوء والتأمل وكانت كل هذه الظروف داعية لأن يولد الأديب والمفكر والفيلسوف الكامن بداخلى فخرج فى أول أعمالى «الله والإنسان» الذى أثار جدلاً واسعاً سنتكلم عنه بالتفصيل فى حلقة قادمة وداخل هدوء الصحراء وبين عنابر المرضى خرج كتابى «عنبر ٧» وبين رائحة المرض والأدوية والدم خرج كتابى «رائحة الدم» وكذلك كتب «أكل عيش» و«شلة الأنس» و«العنكبوت و«لغز الموت»...

مذكرات د : مصطفى محمود " الهروب من الطفولة " ( الحلقة الثانية )


مصطفي محمود

إن سر القلق:

أننا نعيش بلا دين .. بلا إيمان وأن ديننا هو من الظاهر فقط.. كلمات على الألسن فى المناسبات وصلوات تؤدى بحكم العادة.. فاعرف نفسك تعرف ربك، أصبح الآن بحكم الوصول لابد من المرونة والتكيف.. حتى لا نصطدم ونشتبك ولابد لنا من المداهنة والمجاملة والتملق واكتساب الناس بالكذب عليهم، لابد أن ننافق الذين نكرههم لأن لهم فائدة ونتجنب الذين نحبهم لأنهم يعطلوننا فى الطريق.. بالفعل إن نجاحنا يعتقلنا.. ينتهك حرماتنا وفى الوقت الذى نظن فيه أننا ننجح ونحقق أحلامنا إذا بنا فى الحقيقة نفقد هذه الأحلام.. ونفقد أنفسنا وكل هذا من أجل إشباع حوافز الطعام والجنس وحب السيطرة.

مصطفى محمود

مازالت ذكريات الطفولة تنساب.. حكايات الطفولة غير العادية لفيلسوف الشرق.. فيقول: «طفولتى كانت غريبة وعجيبة.. كانت لا تستقر أبدا أو تعيش على الأرض التى أقف عليها، كانت سلسلة من الأحلام الجميلة والشيقة التى أغوص داخلها، طفولتى كانت سلسلة من الهروب، هروب من واقعى المريض العليل أو هروب من مرحلة الطفولة نفسها، التى بطبيعتها ضيقة تحصر الطفل بحكم السن داخل حدود صغيرة جدا،

بينما كانت طبيعتى نفسها أكبر من المرحلة العمرية، فكانت تراودنى أحلام كبيرة وضخمة.. لا تقل فى ضخامتها عن جبال غابات الأمازون التى تمنيت مشاهدتها وتمنيت رحلات للغابات الاستوائية التى كنت أقرأ عنها فى الكتب والقصص وأظل ساعات طويلة أعيش فى حالة من الخيال الذى يدفعنى لأن أصدق أننى ذهبت إلى هناك فى ثوان معدودة ومارست اللعب مع القرود والغزلان وسارعت بالهروب من الأسود والنمور قبل أن تبتلعنى.. وكنت أترك لقلبى وعواطفى وعقلى العنان.. بلا قيود..

وما شجع هذه الخيالات والأحلام طبيعة المناخ الثقافى الذى عشته وعاشته أسر الطبقة المتوسطة فى هذه الفترة الزمنية فى الربع الأول من القرن الماضى، حيث كنت أداوم على مشاهدة روايات طرازان والسندباد والسندريلا فى أفلام السينما والتى بسببها كنت أقترض بعض مصروفات إخوتى لأنى أنفق مصروفى بالكامل فى أيام معدودة من أجل مشاهدتها أكثر من مرة وعشقت قصص السندباد وربنسون كروزو وأعجبت بقصة تحطيمه لمركبه ليعيش فى الغابات بين الأشجار الكثيفة والقرود والحيوانات، وتمنيت أن أفعل مثله لأنه ليس هناك أجمل وأروع من أن يعيش الإنسان على الفطرة والطبيعة التى خلقها الله بدون تدخلات وعبث البشر بها والتى تفسدها باسم التحضر والتكنولوجيا.

(ومن الممكن القول بأن المناخ الثقافى لهذه الفترة كان سبب نضوج عقلية مصطفى محمود) ولكنه قال: كان أحد الأسباب فقط، فأبى شكّل الدعم الأكبر فى هذه المرحلة.. فمن المشاهد التى لا أستطيع حتى اليوم أن أنساها أبدا أنه بينما كان الآباء من جيراننا يدخلون بيوتهم وفى يد الواحد منهم كيس من الفاكهة أو الخضار، كان أبى يترك شؤون البيت هذه لأمى، فأبى لم يدخل البيت أبدا وهو يحمل «ربطة فجل»، كان يحمل دائما فى يديه المجلات والكتب..

ولا أنسى عندما دخل وهو يحمل ربطة كتب ومجلات ملفوفة بخيط دوبارة وأعطاها لى بدون أن يذكر لى ماذا أفعل بها.. كنت مازلت طفلا صغيرا وبالتالى كانت النتيجة المنطقية أن أقوم بتقطيع معظم هذه الكتب، إلا أننى وأنا ألعب وأمرح على بقايا مذبحة الكتب وقعت عيناى على إحدى صفحات مجلة وجدتها تحمل صوراً ورسومات شيقة لقصة مصورة.. أعجبتنى جدا.. وأردت أن أعرف باقى القصة.. ودفعنى عقلى الصغير إلى محاولة إعادة تجميع وترتيب القصة كلها.. وكانت بداية القراءة معى.. وكان هذا ما يريده أبى الذى كان يراقبنى من بعيد، بينما كان من فى مثل عمرى لا يستطيعون حتى الرضاعة.

كما أن هناك مشاهد فى طفولتى لا يمكن أن تنسى أو تنمحى من ذاكرتى فقد كنت أحب وأعشق المدرسة ويوم الجمعة كان يوم الإجازة الأسبوعى من المدرسة، أو كما كنا نسميه يوم المسامحة، وكنت أتمرد على هذه التعليمات وأذهب فى الصباح وأقفز من فوق السور إلى داخل المدرسة حتى لا يرانى الخفير وأتجول فى الفصول حتى يحين موعد أذان العصر ثم أمضى إلى أصدقائى وأقص عليهم أننى كنت فى المدرسة اليوم فيقولون غير مصدقين «اليوم هو المسامحة» فأقول «أنا معنديش مسامحة أبداً»

وكان أحب الأيام لقلبى عندما أرتدى الزى الجديد فى أول يوم دراسى والأيام التى كنت فيها أقود مراكبى التجارية إلى الهند أثناء تساقط الأمطار الغزيرة بمنتصف فصل الشتاء فى فناء المدرسة فقد كنت أصنع مراكب من الورق وأسيّرها فى المستنقعات الصغيرة والبرك التى خلفتها الأمطار وأتخيل أنها ذهبت إلى الهند وأنى أقودها وأثناء الرحلة تقابلت مع الهنود ونشبت بينى وبينهم صداقة حميمة وعشت مع البسطاء فى أكواخهم الموجودة فى أعالى الجبال وركبت الفيل وتجولت به وسط الغابات،

وبعد انتهاء الرحلة عادت وهى تحمل ملابس وطرحاً هندية جميلة وعاجاً وسواكاً وبخوراً ولكن كما كانت هذه القصص الغريبة والعجيبة وغيرها سبباً فى شعورى بالسعادة وأننى أختلف عن الآخرين.. كانت سبب متاعبى المستمرة لمدى غيرة أصدقائى منى لأننى لا أشاركهم ألعابهم وصراعهم وتصوروا أننى أتكبر عليهم رغم أنى كنت أكن لهم كل الحب والتقدير ولكنى طفل ضعيف لا أقوى على مسايرتهم وممارسة ألعابهم.. وهنا وجدنا أن هناك سؤالاً مهماً وهو: لماذا يذكر مصطفى محمود أحلام طفولته بهذا الكم الهائل من التفاصيل والأماكن؟

ووجدنا الإجابة.. لأنه هنا يظهر الفرق عند الدكتور مصطفى محمود.. فهذه التفاصيل هى الخلاصة بمعنى أنه ما من طفل لا يحلم لكن لا يضع كل الأطفال أمامهم هدفاً لتحقيقه.. أما مصطفى محمود فهو لم يترك حلماً واحداً إلا وحققه فيما بعد.. مثلا أحلامه بزيارته للهند والتى حققها فيما بعد عندما سافر للهند وأقام هناك فترة طويلة تعلم فيها معظم أسرار الحضارة الهندية مثل الفنون والعبادات الهندية.. وأحلامه عن الغابات الاستوائية وحبه للحياة الأولية للإنسان (الفطرية) وهو ما حققه بالفعل فيما بعد فى زيارته الشهيرة إلى وسط أفريقيا والتى عاد منها سيرا على الأقدام.

ولكن زاد حنقهم وحقدهم على أن يواصل حكاياته عندما علموا أنى غارق فى قصة حب تجاه فتاة كانوا يتقاتلون عليها، وقد كنا نتجمع أنا وأصدقائى وأبناء الجيران فى بير السلم وكان معظمهم أصدقائى فى المدرسة وجيرانى فى شارع الحلو بطنطا ونتبارى لإبراز مواهب كل منا وكانت تجلس معنا تلك الفتاة ناصعة البياض ذات الشعر الأشقر ابنة الجيران «عدلية» وكانت جميلة جدا وعمرها تسع سنوات ووالدها يعمل معاون إدارة زراعية وكانت تبهرها مواهبى التى تفوقت وتميزت بها على أبناء الجيران وأى طفل آخر فى عمرى،

فقد كنت أغنى وأقرأ القرآن بصوت يشبه صوت الشيخ محمد رفعت - كان صوتى جميلا- وبعدها علمت أنها تبادلنى نفس الشعور بعد أن قبلتنى أول قبلة فى حياتى فى خدى تحت بير السلم، كنت أحكى لهم جميعا– ولها بالذات- حكايات من وحى الخيال فقد كانت تجلس ككليوباترا أو نفرتيتى بيننا وتطلب من كل طفل أن يحكى قصة من بنات أفكاره لترى من يستحق حبها وكانت حكايتى هى التى تفوز دائما وبعد أن أنهى حكايتى كانت تنظر إلىّ نظرة لم أنسها حتى الآن.. نظرة انبهار..

وأقسم بأننى لا أعرف كيف كانت تأتينى أفكار هذه القصص والحكايات ولكننى اكتشفت أن حبى لها هو ما كان يدفعنى لأتفوق على باقى الأطفال ودائما كنت أحمد الله لأنها تختار أن تسمع قصصاً وذلك لأنها إذا طلبت أن نتبارز ونتصارع لتعرف مدى قوتنا ومن يستحق حبها فكنت سأخسر المنافسة لا محالة، وعلى مدى الأيام والشهور كنت أولع بحبها وازداد إعجابها بى وعندما أردت أن أهديها شيئاً فكرت كثيرا وكنت أسأل إخوتى الذين علموا بالأمر، الذى صار حديث أطفال الشارع والمدرسة جميعا وأطلقوا عليه «قصة حب محمود وعديلة» ولكن استقر رأيى فى النهاية على نوع الهدية، الذى كان كتاباً يحتوى على أشعار فى الحب وبعدها بأيام قليلة وجدتها تهدينى أول هدية حصلت عليها فى حياتى من الجنس الآخر وكانت عبارة عن «فيل عاج صغير» وفرحت به جدا لأنى كنت - كما ذكرت - أحب الحيوانات.

ولأن عديلة كانت جميلة جدا فكان صعباً على جميع الأطفال الذين فعلوا المستحيل من أجل أن تنظر إليهم نظرة واحدة أن يصدقوا أنها فضلتنى عليهم، وكانوا كلما شاهدوا هذا الحب فى عيونى أو عيونها يُجنّون، وشرعوا فى مضايقتى بأن يرددوا عبارة «من همه بيحب أد أمه» وذلك لأنها كانت تكبرنى بسنتين، وفى النهاية اتفقوا مع بعضهم ولم يجدوا طريقة لكى يخلصوا منى سوى أن يضربونى علقة ساخنة ونفذوا اتفاقهم عند عودتى من المدرسة ولم يكتفوا بذلك بل أصدروا «فرمان ومرسوم عيالى» بعدم دخولى الشارع ولكن تدخلت المفاوضات التى رضخوا لها بصعوبة شديدة بعد تعهدى بأن أبتعد عنها ولا أحاول رؤيتها وأنا ضعيف لا حول لى ولا قوة ولا أستطيع أن أحاربهم فى لعبة الضرب والحرب، وعاش معى هذا الحب فترة تجاوزت السبع سنوات رغم كل محاولات خصومى من الضرب والطرد والتهجير من الشارع، أى أنك تستطيع أن تقول إن حبى الأول هذا قد انضم إلى رفاق الطفولة الأخرى مع القصص والكتب والمجلات والأفلام.

ثم دخلت الثانوية أو كما كان يطلق عليها التوجيهية وبدأت القراءة تؤتى ثمارها.. فقد بدأت فى كتابة الشعر والقصص والروايات وظهرت اهتمامات أيضا بالعلوم لدرجة أنى أنشأت معمل اختبار داخل بدروم المنزل وأغرقت نفسى ليل نهار فى التجارب العلمية والتى كانت ستودى بحياتى أكثر من مرة بسبب حدوث بعض الحرائق وانفجارات صغيرة كل فترة.. وأغرقت نفسى بالعلوم التى كنت شغوفا بها مثل الكهرباء والبطاريات وجهاز التقطير والميكروفون والرسم على الورق وتنفيذ اختراعات لأجهزة، أى أننى كنت لا أرتاح فى فترة الإجازة وهو ما دفع والدى إلى أن يبيع هذا المعمل لخوفه على..

وأتذكر أننى كنت أتمنى دائما زيارة الغابات الاستوائية التى رأيت صورها لأول مرة داخل كتاب الجغرافيا الذى درسناه فى السنة الرابعة بالثانوية وقد تصفحت هذا الكتاب الكبير باهتمام شديد أكثر من عشر مرات، وعندما كان يسأل المدرس فى مادة الجغرافيا كان الجميع يقولون لن يستطيع أحد أن يجيب غير مصطفى محمود فهو يعلم موضع كل حرف داخل الكتاب حتى إننى حصلت على سمعة كبيرة فى المدرسة بأننى محب لمواد الطبيعة والجغرافيا والعلوم «وهذا كان سبباً فى أننى كنت الأول على المدرسة فى الثانوية» وقرأت كثيرا عن أفريقيا وبصفة خاصة جنوب السودان ونيجيريا ولم اكتف بذلك بل كنت أنزع صور القرود والحيوانات الأفريقية لأزين بها حجرتى بدلا من كبار الفنانين والمطربين ونجوم الكرة وأبطال الرياضات المختلفة التى كان إخوتى يعلقونها داخل حجراتهم.

وبعد تفوقى فى المرحلة الثانوية التحقت بكلية الطب جامعة القاهرة التى كانت دراستها قاسية وتحتاج إلى مجهود مضن إضافة إلى اعتراض أهلى الشديد على هذا الأمر لكونهم كانوا يرغبون فى التحاقى بكلية الحقوق- التى كانت تخرج الوزراء والباشوات وقتها- وتحملت كل ذلك لأنه كان لى أهداف أخرى من دراسة الطب غير أن أكون طبيبا.. فكما ذكرت فى السابق أن رحلتى من الشك إلى الإيمان أو اليقين صاحبتنى فى سن صغيرة..

الشك ظهر لأنى أريد أن أفهم ما يدور حولى، لم يكن طبيعيا أن يتقبل عقلى كل الأشياء والمعتقدات المتوارثة بسهولة.. مثلا مثالى الشهير الذى ذكرته من قبل هم علمونى وأنا صغير أن كل (مخلوق) فى الدنيا له خالق.. كل مصنوع وموجود له من صنعه ومن أوجده.. فكنت أنا أتساءل فى عناد: إذا كان كل شىء له خالقه فمن خلق الله ومن أوجده؟.. فإذا أجبتمونى بأنكم مؤمنون بأنه موجود بذاته فلماذا لا تؤمنون بأن أى شىء آخر مثل الدنيا قد أتى بذاته..

طبعا أنا ذكرت من قبل أن هذه الطفرات الذهنية وهذه المناطق المعقدة كنت أصمم عليها ليس من قبيل الزهو بعقلى وأفكاره المتطورة ولكن من أجل أن أصل إلى يقين يزيد من إيمانى.. وكانت أفكارى أو أسلوب تفكيرى أحد أسباب اختيارى لهذه الكلية وهو ما تحقق بالفعل فيما بعد.. فبعد أن تعرفت على البكتريا التى تسبب الأمراض.. وكيفية علاجها.. وبعد وقوفى أمام الجثث الموجودة داخل المشرحة بالساعات.. وجدت نقطة البداية للإجابة عن كل ما يدور فى فلك الحياة وكل ما يدور حولى وعرفت جيدا من أين جئنا وإلى أين سنذهب وكان الوقوف أمام الموت فى المشرحة البداية الحقيقية للإيمان..

ومن المضحك أن لهذا السبب تعلقت بشدة بالمشرحة، فقد كنت أول طالب يدخلها وآخر من يغادرها، وفى يوم من الأيام كنت داخل المشرحة ولم أشعر بالوقت وأغلقوا على أبوابها دون أن أشعر أو يشعروا بوجودى ولكنى عندما انتهيت من العمل ووجدت الأبواب مغلقة وكان الجو بارداً جدا ناديت على الحراس بأعلى صوتى لمدة ربع ساعة حتى سمعونى وفتحوا لى الأبواب وصارت القصة تتردد داخل أرجاء الكلية فى اليوم التالى: وبسبب تلك القصة أصدر عميد الكلية تعليمات للأمن بأن يتفحصوا المشرحة جيدا قبل غلقها وفوجئت عند دخولى المدرج ذات مرة متأخرا وكان الدكتور صادق يشرح للطلبة بأن قال لى ادخل يا «مشرحجى» ومن بعدها وجدت الجميع يطلقون علىّ لقب المشرحجى .. وتعلقت بالتشريح وبهذا العلم العجيب..

وأتذكر أننى من عشقى للجثث والتشريح قمت بشراء جثة إنسان ميت بـ٥٠ قرشا وحملته بصعوبة وكان وزنه ثقيلا لأنه تغمره مادة الفورمالين التى تحفظ الجثة من التآكل أو إصدار رائحة كريهة.. وذهبت إلى المنزل وأنا سعيد جدا بالجثة التى أحملها وبمجرد دخولى حجرتى وضعتها فى حوض من الفورمالين لكى ينشفها وعندما شاهدتنى أمى «رقعت بالصوت» وأصابها الهلع والخوف وفقدت الوعى وأسرعت لها وعندما فاقت صرخت فى وجهى «إيه المصيبة اللى انت جايبها البيت دى؟.. بنى آدم ميت.. حرام عليك.. حرام عليك.. ترضى لما أموت حد يعمل فىّ كده..

ويبقى إيه العمل لو أهله راحوا المقابر وملقوش جثته» فضحكت مما قالت وقبلت يدها أطلب منها السماح لأنى تسببت فى فزعها وقلت لها سامحينى يا أمى لابد أن أذاكر على هذه الجثة دروس التشريح طوال إجازة الصيف لكى أنجح بتفوق، وبعد ساعات من المحاولات بإقناعها بأن هذا لصالحى وافقت على أن تبقى الجثة فى البيت ولكن على شرط أن أقوم بتنظيف حجرتى بنفسى طوال فترة وجودها بالبيت لأنها لن تقترب منها ووافقت وأغلقت على باب حجرتى ووضعت تحت سريرى جثة إنسان رجل ميت عاش معى أربعة أشهر طوال فترة إجازة الصيف وكنت كل يوم أقوم بوضعها على منضدة التشريح وأتدرب عليها وأدرس كتب التشريح وبعد الانتهاء أضعها تحت السرير فى الحوض الملىء بالفورمالين

وبعد انتهاء فترة إجازة الصيف أصبحت لا أحتاج للجثة المهلهلة من العمل بها طوال أربعة أشهر فقمت ببيعها لأحد أصدقائى بـ١٥ قرشاً ولكن رائحة الفورمالين التى ظللت أشمها طوال أربعة أشهر تسببت لى فى أزمة صحية حيث ظللت بعدها سنوات طويلة أعالج من النزلات الشعبية.. فالجثث والمشرحة لها فضل كبير فى تغيير طريقة تفكيرى..

وذلك لأن المفكر الحقيقى لا يجب أن يؤمن بالأشياء على طول الخط أو يكفر بها على طول الخط ولكنه بطبيعته يعيد النظر دائما فى الأشياء ويصحح الأخطاء مهما كانت ودائما يختلف المفكرون عن الذين ينظرون للأشياء بنظرة قلبية بلا أى شك لأن كل شىء من حولهم معرض للشك حتى يثبت له العكس والإنسان الطبيعى والعادى حين يبدأ مشواره ورحلة الحياة فهو يبدأ بالمسلمات الأولية التى أمامه مباشرة وليس أى شىء آخر ولا يشغل تفكيره بـ«لماذا وكيف ومتى» ولكن الأشياء التى تقع تحت حسه هى التى يراها ويسمعها ويتعلم منها ولكنى تمردت على كل هذه الطريقة التقليدية والروتينية وبدأت فى طرح الأسئلة التى كنت دائما لا أجد إجابة عنها فرغم انهماكى فى مواد كلية الطب إلا أنه كان يشغلنى دائما البحث عن إجابات لأسئلتى.. فى البحث عن اليقين.

لم يمنعنى كل هذا عن ممارسة هوايات كنت أحبها فقد كنت منذ الصغر أحب الموسيقى وكان صوتى جميلاً ووجدت أن الكثير من الفنانين تخرجوا فى كلية الطب ومن الممكن أن نرجع السبب فى كل ذلك إلى أن الأطباء دائمو الوقوف أمام الموت وهم أقرب إلى الميت من الآخرين فيرون كل يوم بأعينهم الموت وهو يقبض أرواح البشر فى الوقت الذى يفر فيه الجميع منه ويهرولون حتى الأقارب وأقرب الأقربين والأصدقاء فى حين أن الطبيب الذى يعد أشجع إنسان تأتى به البشرية هو الوحيد الذى يواجه الموت ويحدق فى عينيه متحديا ومحاولا إنقاذ المريض هذا فضلا عن أنه الوحيد الذى يحضر ميلاد الإنسان ورحيله

وأول من يستقبل الإنسان فى الوجود وأيضاً آخر من يودعه من الوجود وبالفعل هى لحظات رهيبة تكون قادرة على أن تخرج من داخلنا مارداً كبيراً اسمه الكاتب والموسيقار والشاعر والراقص وقد ولد الفنان داخلى قبل هذه الظروف منذ أيام والدى الذى عشقته وكان مصدر الإلهام الأول فى حياتى فقد كان يحول بصوته الجميل الأرقام الحسابية إلى نغمات جميلة وهو يقرأ ويراجع أعمال وحسابات الموظفين ولكنى ترجمت مشاعرى الفنية إلى أشياء واقعية وملموسة داخل مقام السيد البدوى بطنطا الذى نشأت بجواره وفى رحابه مع حلقات الذكر والتواشيح الدينية والابتهالات الصوفية والطبل والدفوف التى تصاحب أهل الذكر وبعد ذلك بدأت أعشق العزف على الناى فى شباك غرفتى أثناء الظلام والسكون والهدوء الذى يسبق دخول الطائرات وسماع دوى صوت القنابل وانفجارات غارات الحرب العالمية الثانية وكنت أشعر بأن هذا أنسب وقت لأخرج من داخلى مارد عازف الناى دون أن يراودنى شعور الخوف والاختباء فى الخنادق التى كان يسارع الناس إليها فى ذلك الوقت وكنت فى هذه الأيام بنهائى كلية الطب.

وقد شاء القدر أن أتعرف على الأسطى عبدالعزيز الكمنجاتى والراقصة فتحية سوست وكانا أصحاب فرقة لإحياء الأفراح والطهور واتفقا معى أن أنضم لفرقتهما ووافقت دون مقابل مادى وهذا ما أثار دهشتهما ولكنى قلت لهما أنا أهوى العزف فقط ولا أنوى احترافه، كان لا يجب أن أخبرهما بالسبب الحقيقى كنت أفضل أن أحتفظ به لنفسى.. فقد كنت فى ذروة انفعالى التفكيرى.. عدم اليقين بأى شىء نهائى– أنا كنت أحتاج أن أخوض التجارب، كل شىء أجربه وأحكم عليه.. وكان يأتى إلى البيت الأسطى عبدالعزيز وعندما تفتح له والدتى يقول لها قولى للدكتور الليلة فيه فرح فى درب البغالة أو فى الأنفوشى أو فى السيدة وكانت والدتى تنزعج جدا وكانت تعنفنى وتغضب لما أقوم به ولم تستوعب أنى أريد أن أترك نفسى للتجارب والبحث عن اليقين.

وفى أحد الأيام حدث شىء طريف للغاية لم أنسه حتى الآن وكنت دائما أحكيه لأولادى ونضحك كثيرا من طرافة الموقف، حيث كنت أعزف مع الفرقة فى أحد الأفراح الذى كنا نحييه على سطح أحد المنازل بالأنفوشى وصادف أنه كان هناك مجموعة من الشباب يشاهدون الفرح من على السطح المقابل لهذا المنزل وفوجئت بأحد زملائى فى الكلية لا أتذكر اسمه يقف بينهم ويقول لى وهو ميت من الضحك «الله يا دكتور.. سمعنى يا دكتور.. اشجينى يا دكتور.. حلوة أوى الحتة دى يا دكتور.. يا سلام يا دكتور.. عشان خاطر الرقاصة عدها تانى» وتوقعت أن المسافة من الإسكندرية للقاهرة ستمنعه من الحضور وإبلاغ أحد ولكنى فى اليوم التالى عندما ذهبت إلى الكلية وجدت أن طلبة كلية الطب ليس لهم حديث سوى هذا الموضوع وطبعا سمعت «تلقيح وكلام زى السم» وتردد بأن مصطفى محمود كان يحيى فرحاً بالأمس فى الأنفوشى بالإسكندرية حتى وصلت القصة إلى الدكتور صادق وكنت أحترمه وأقدره

وهو من أطلق على لقب المشرحجى وطلبنى فى مكتبه ودار بيننا حديث ونقاش طويل يحاول أن يقنعنى بأن هواية عزف الناى شىء جميل ولكن لا يليق بى وأنا على وشك التخرج فى كلية الطب وسأصبح طبيباً أن أحترف العزف فى الأفراح ولكنى شرحت له وجهة نظرى فلم يقتنع وخرجت من عنده لأجد الأسطى عبدالعزيز الكمنجاتى يطلبنى لفرح جديد.. ووافقت.. وعزفت بعد ذلك فى أفراح كثيرة.

مذكرات د : مصطفى محمود ( الحلقة الأولى )




تمهيد واجب

من كان يصدق ذلك؟

أخيراً بعد عشرين عاماً من الاختفاء وقبل وفاته.. يتكلم.. سأل عنه الناس.. وتكلموا.. ويئسوا.. ثم سألوا.. واندهشوا.. وصمتوا.. تعددت الشائعات فمنها أنه تم إبعاده لأسباب سياسية ومنها أن مرضاً لعيناً أصابه وأجلسه فى البيت، ومن روج أنه ترك عائلته ووطنه وسار هائماً على وجهه فى البلاد يبحث عن اليقين.

أخيراً وبعد عشرين عاماً من العزلة وقبل وفاته.. يتحدث.. ويطل على الناس.. ويروى.

أكثر من أثار الجدل فى مصر خلال القرن العشرين.. وأكثر الشخصيات التى تعرضت للهجوم والشائعات طوال حياته.. أخيراً يتكلم صاحب أكثر الكتب الدينية إثارة للجدل فى القرن العشرين (الله والإنسان) كتابه الأول الذى حوكم من أجله فى شهر رمضان وقد كان بداية لموجة التكفير، التى عانى منها المفكرون فى مصر خلال الخمسين عاماً الأخيرة.

مصطفى محمود.. العالم، المفكر، الفيلسوف، الطبيب، الفقيه، الصحفى، السياسى، الكاتب، الأديب، يتكلم ويروى ويتحدث ويعلم أجيالاً افتقدوا القدوة وبحثوا عنها كثيراً، وحتى الآن لم يعثروا عليها.

ننشر هنا حقائق لأول مرة من خلال مذكراته التى روى منها جزءاً كبيراً وتم استخراج باقى هذه المذكرات من خلال أعماله وكتاباته، وهنا يجيب عن تساؤلات كثيرة ظلت بدون إجابات حول طفولته وجمعية الكفار التى كونها فى الثانية عشرة من عمره وكيف كانت حشرات الصراصير بداية رحلة الشك الطويلة، وهل بالفعل وصل مصطفى محمود إلى اليقين التام وما المنهج الذى استخدمه وكيف كان لوالده تأثير قوى عليه وكيف احتلت ابنته أمل مكانة الأم عنده.. وهل كان الموساد الإسرائيلى سبباً فى فشل زيجاته، وهل كان له يد فى الشائعات التى دارت حوله وهل حاول اغتياله؟

نكشف علاقته بكل من (هيكل.. صلاح حافظ.. عبدالوهاب.. صلاح جاهين.. هتلر.. السادات.. إحسان عبدالقدوس.. لويس جريس.. عبدالناصر.. لوتس عبدالكريم.. بنت الشاطئ.. روزاليوسف.. ماركس والشيوعية).

عن أزمة الشفاعة التى لم تنته حتى الآن يتحدث.. قصة البرنامج الذى كانت تخلو شوارع مصر من المارة أثناء إذاعته.. ولماذا أراد مصطفى محمود أن يصور للناس عذاب القبر بالصوت والصورة؟

أين مصطفى محمود؟

لم يكن اقترابنا منه سهلا أبدا.. هو ناسك فى صومعته الآن.. غير مسموح لأحد بالتطفل أو الاختراق.. لذلك كان السماح لنا بالاقتراب أمراً غير عادى.. ذهبنا فوجدناه ولم نجده.. فقد كان جسده الذى نحل يملأ المكان.. وصوته الذى وهن يخترق سمعنا.. لا يشغله شىء عن قضاياه التى تفرغ لها.. ابتعد عن المشكلات التى تشغل المصريين هذه الأيام.. الفلاسفة دائما لا ينظرون إلى التفاصيل وإنما يرجعون كل المشاكل إلى العلل الكبرى، وعلل مصر والأمة العربية والإسلامية تتلخص الآن من وجهة نظره فى (تدنى الأخلاق، والبعد عن الدين، والفرقة).

اقتربنا منه فى اليوم الذى شهد مولده والعائلة تحتفل بعيد ميلاده الـ٨٨ فى السابع والعشرين من شهر ديسمبر عام ٢٠٠٨.. شاهدناه.. راقبناه.. حاورناه.. جادلناه واستمتعنا بالخصوصية التى خصنا بها هو وعائلته الكريمة.. طفنا فى صومعته الخاصة التى لم تتجاوز شقة مساحتها ٨٥ متراً عبارة عن حجرتين وصالة صغيرة، واجهنا صعوبة شديدة فى التحرك داخل أرجاء صومعته بسبب تلال الكتب المترامية، التى كادت تخفى معالم الجدران.

لم يتغير برنامجه طوال فترة اقترابنا منه فهو بعد الاستيقاظ فى الثامنة صباحاً يتناول وجبة إفطار خفيفة فى السرير «جبنة ومربة وعيش توست وشاى بلبن أو نسكافيه»، ثم يحصل على حمام دافئ، وبعد ذلك يبدأ بقراءة الجرائد، ويحصل على جولة قصيرة ليتابع أخبار العالم أمام التليفزيون، لينكبّ بعدها على كتبه ودفاتره يدون أفكاره مستنداً إلى لوحه الخشبى الشهير «مصطفى محمود لم يجلس على مكاتب أبدا» لا يتوقف إلا لتناول الغداء فى الخامسة والذى لم يتغير أبدا عن السمك المشوى يتلوه تفاحة وموزة، ليستمر فى اجتهاده بين كتب الفلسفة والدين وعلوم الكون، ويحاول تفسير بعض الآيات الكونية التى وردت فى القرآن الكريم ويتناول وجبة العشاء فى العاشرة مساء وهى مثل الإفطار ليواصل اجتهاده إلى الثانية عشرة مساء.

وعن عزلته هذه تقول ابنته أمل إنها ليست بجديدة عليه فقد كنا أطفالاً صغاراً لا نستطيع دخول غرفته.. والذى تغير هذه الأيام أن فترة العزلة قد طالت، لدرجة أنه يظل لأيام لا يتحدث مع أحد، مما يدفعها للقلق عليه فتذهب لتطمئن عليه فتجده فى حالة تأمل وسكون تام أو غرق فى القراءة، وعندما أظهرت قلقها عليه ذات مرة طمأنها وقال: «لا تقلقى على فأنا لا أعيش وحدى فالله معى ولا يتركنى».

إلا أن الأزمة الأخيرة التى أرقدته داخل المستشفى الذى يحمل اسمه، حيث عانى من التهابات شديدة فى قرنية العين.. ربما حسم أمره وقتها وقرر أنه آن الأوان أن يخرج من عزلته ويفتح دفاتر أسراره.

هناك صور لا تنمحى من الذاكرة أبداً مثل:

■ متى فقدت الأمل فى الحلم ورضيت بالواقع؟

■ ما اللحظة الفاصلة بين أنا القديم الحالم الساعى لتغيير العالم وبين أنا الذى صرت

■ فى أى يوم وفى أى ساعة وفى أى لحظه فهمت أن الحلم حلم والواقع واقع أكان ذلك أيام الجامعة أم فى دهاليز المجلة «سنة أولى تدريب» وأنا أرى القيم تتساقط أمامى الواحدة تلو الأخرى على يد أساتذتى الكتاب الكبار الذى كنت أحلم يوماً بالحديث لهم

■ أم حين كفرنى من كفرنى، لمجرد أن اعترضت على شعار الإسلام هو الحل وأشاعوا تنصيرى

■ أم حين شعرت بالغربة لأول مرة عن أهلى وأنا فى بلدى واخترت العزلة؟


١٥/ ١٢/ ٢٠٠٩


في مرحلة الشباب

لم تكن نشأته عادية، فمن يقرأ وهو فى الثامنة من عمره كتابات داروين وسلامة موسى، التى يصعب على البالغين استيعاب ما تحمله من أفكار طفل غير عادى.. وفى هذه النقطة يقول مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، الذى ينتهى نسبه إلى علىّ زين العابدين إلى على بن أبى طالب: «كان كل ما يحاوطنى يدفعنى للتفكير.. ورفض المنطق أو المسلمات،

فعندما أنشأ وسط سبعة أخوة أنا أصغرهم، ويكون أبى هو الزوج الثالث لأمى، والمفارقة الغريبة أن تكون أمى الزوجة الثالثة لأبى، وعندما يخبرونى أنى ولدت لتوأم اسمه سعد لكنه توفى بعد الولادة بأيام قليلة.. وهو الأمر الذى شغلنى كثيرا فى طفولتى أننى فقدت توأمى الذى وهبه الله لى.. ولدت فى قرية ميت خاقان القديمة بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، التى كانت تسمى أيامها مديرية المنوفية، وكان ميلادى يوم ٢٠ ديسمبر عام ١٩٢١،

ولكن المقيد فى شهادة ميلادى هو يوم ٢٧ ديسمبر ١٩٢١ أى بعد ميلادى الحقيقى وهذا كان سببه أن معتقدات الناس فى وقتها أن المواليد لا يتم قيدهم إلا بعد مرور أسبوع لعل الطفل يموت فيصبح لا داعى للأوراق والدفاتر والسجلات وخلافه، وهذا ما حدث بالفعل مع توأمى، ولم يقوموا بتسجيلى بالتالى إلا بعد أن ارتاحت الأسرة بأنى يمكن أن يكون فى عمرى بقية.

ما تلى ذلك من سنوات كان مثيراً للدهشة فعلا وهو ما غيّر فى طفولتى بالفعل، لأنه حدثت بينى وبين المرض صداقة غريبة وقد عانت أسرتى بسبب أمراضى المتكررة، وربما يعود السبب فى ذلك إلى أننى مولود ابن سبعة أشهر. أتذكر مشاهد غريبة لا أنساها أبدا وأنا طفل صغير حين كنت أشاهد زملائى يلعبون ويمرحون ويلعبون الكرة ويجرون ويتصارعون بينما كنت عاجزاً عن أن أفعل مثلهم بالفعل وإلى الآن مازالت نزلة برد خفيفة يمكن أن تسكننى فى الفراش لمدة شهر،

ولهذا كان يجب أن أبحث عن ذاتى ولا يمكن أن أستسلم للمرض، ولهذا لم يكن غريبا أن يكون لى عالم خاص، لأنى أختلف كما رأيتم عن أقرانى، فكنت أتركهم يلعبون الكرة وأدخل عالمى الخاص لأتجول فيه ما بين البطولات والانتصارات بداية من السندباد ورحلاته التى كانت لا تفارقنى والمكتشفين والعلماء وكانت أحلامى كلها بطولات سواء بطولات عسكرية مثل خالد بن الوليد والإسكندر الأكبر الذى كتبت فيما بعد مسرحية تحمل اسمه أو بطولات علمية مثل ماركونى وأديسون.

انتقلت الأسرة بعد ميلادى بأيام إلى شارع «الحلو» الذى كنا نسكن فيه بمدينة طنطا بمحافظة الغربية حاليا، بعد أن كانت تلقب بمديرية الغربية، وحين أتذكر تلك المرحلة المبكرة من حياتى تأتينى وعلى الفور من الذاكرة صورة والدى، ذلك الحنون الذى ينتمى فى خاطرى إلى تكوين الملائكة.. كان يحتضننى ويحملنى على كتفه فور عودته من عمله فى الديوان العام لمديرية الغربية،

ولأننى كنت آخر العنقود ومريضا فى نفس الوقت فقد كنت مدللا بمعنى الكلمة، رغم أن حال الأسرة أقل من المتوسط، فلو قلت له أحضر لى لبن العصفور لفعل ذلك دون تردد، وإذا قلت لهم «نفسى فى الملوخية» كما كنت أفعل دائما لأننى أحبها فكان يسرع والدى ووالدتى إلى كل الجيران يبحثون عن الملوخية إذا لم تكن فى قائمة طعامنا يومها، وكانوا لا يردون لى طلبا مطلقا، وكما سبق وقلت كانت أمى هى الزوجة الثالثة لأبى وكان أبى هو الزوج الثالث لأمى، فقد تزوج أبى زوجته الأولى التى رحلت بعد زواجه منها وعلى ما أتذكر كان اسمها سعاد،

ثم تزوج الثانية وفشل فى زيجته، ثم كانت أمى هى الزوجة الثالثة له، ومن المفارقات الغريبة أنه هو أيضا كان الزوج الثالث لها ولأن أبى كان إنساناً طيباً حنوناً فقد ضم كل أولادها من زوجيها السابقين إليه ولهذا فقد كان منزلنا يضم عائلة كبيرة: شقيقتى الكبرى من أمى وشقيقتى الصغرى «اعتدال» وقد رحلتا منذ فترة كبيرة وشقيقين من زوج سابق لها وهما حلمى مراد ومحمد مراد، بالإضافة إلى شقيقى الأكبر المرحوم حسن محمود، الذى كان (محافظاً للدقهلية) فى الستينيات،

وشقيقى مختار هذا فضلا عن شخصى وتوأمى «سعد» الذى رحل بعد أيام من مولدنا، وبهذا فكانت الأسرة تتكون من تسعة أفراد بعد موت سعد، وكانت أمى طيبة وحنونة وسيدة منزل مدبرة حازمة وكأنها تحقق بذلك التوازن فى الأسرة لأبى المفرط فى عمليات الصرف، وكانت وزيرة اقتصاد لمرتب أبى الضئيل،

حيث كان يعمل محضراً براتب لا يتجاوز ٨٠ قرشاً، ولكنه كان إنسانا مثقفا يتحدث الفرنسية بطلاقة، فقد كانت شهادة الابتدائية التى حصل عليها تحمل فى مناهجها ودراستها التعمق فى دراسة اللغات الأجنبية ومنها الإنجليزية والفرنسية، ثم تدرج أبى فى مناصبه من أولى الدرجات الوظيفية كمحضر إلى أن وصل إلى سكرتير فى مديرية الغربية وارتفع راتبه من ٨٠ قرشا حتى وصل إلى ٢٠ جنيها وهو أكبر راتب حصل عليه فى حياته، وكانت له عادة لم يقطعها فى حياته منذ أول راتب تقاضاه وحتى آخر راتب،

وهو أنه كان يعطف بربع راتبه على الفقراء، كان يذهب إلى أقاربه الفقراء والجيران ومعارفه الذين كان يرى فيهم رقة الحال فى القرى المحيطة بطنطا ويوزع عليهم ربع هذا الراتب الضئيل، فقد كان حنونا عطوفا إلى أبعد مدى مع زوجته وأولادها وأقاربها ومعارفه، وعلى الرغم من الراتب الصغير الذى كان يتقاضاه أبى فإننا كنا نشعر بأننا أثرياء فلا نأكل إلا أفضل الغذاء،

ولا أستطيع أن أعلل أو أفسر سوى أنها «البركة»، فالراتب ضئيل وصغير ولكن الله بارك فيه، لأن من تقاضاه قد بذل فى سبيله العرق والجهد الذى يستحقه وقد أتقن عمله على الوجه الأكمل فبارك الله له فيما رزق، وكانت اللحوم والخضر والفاكهة والمأكولات لها طعم ونكهة تختلف عن الآن تماما، فما نأكله اليوم «كيماويات وأدوية وهرمونات»..

لا أستطيع أن أنكر أننى عشت حياة متواضعة فى منزلنا لكن شملتها الراحة والسكينة والطمأنينة والبركة فى المعيشة والمأكل والمشرب والملبس، حقيقى أننى لم أكن أعرف السيارة أو التاكسى ولكن «الحمار» فى أحسن الأحوال كان وسيلة جميلة أستخدمها حينما كنت أريد أن أذهب إلى القرى المجاورة لزيارة أقاربنا ومعارفنا وكان طريقى إلى المدرسة أقطعه سيرا على الأقدام يوميا ولا أنسى أن زملائى فى المدرسة (وكان اسمها الكتاب الشوكى نسبة إلى صاحبها الشيخ محمد الشوكى الذى كان يدرس اللغة العربية وكنت ألقبه بالبعبع نسبة إلى عنفه وشدته) كانت تنتظرهم على باب المدرسة سيارات فارهة لتوصيلهم إلى منازلهم، لكنى لم أعقد مقارنة مطلقا بينى وبينهم،

لم أحلم يوما بأن يكون لدى سيارة أو قصر ولم يخطر ببالى ضرورة أن أكون غنيا، فقد كنت أعيش بكل كيانى فى عالمى الخاص وهو كان عالماً مليئاً بالقيم والمثل العليا ومليئاً بالبطولات والانتصارات، ودائماً كان بداخلى انتصار الخير على الشر فى هذه الحياة، ورغم مرض أبى سبع سنوات كاملة كان فيها طريح الفراش فإننى لم أسمع منه شكوى واحدة أو عبارة تحمل نبرة السخط والتذمر بل كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه أبدا،

وكان يؤدى فروض الرجل المسلم الموحد حتى آخر يوم فى حياته، وأيضا كان يعتريه فى أواخر أيامه النسيان فكان يدخل عليه أصدقاؤه من المشايخ ويقولون له: يا شيخ محمود أنت رفعت عنك التكاليف، وكان أبى يضحك وهو يرد عليه قائلا: لا يمكن أن ترفع التكاليف أبدا. وحينما كان ينسى بحكم السن والشيخوخة وضعف الذاكرة عدد الركعات كان يسألنى لأذكره. لقد كان أبى يمثل لى الكمال الخلقى النادر، وتعلمت منه الكثير من القيم والمثل العليا والنبيلة.

وقد كنت من مواليد نفس برج أبى، وهو برج القوس، لذا تمتعت بنفس صفاته ولم أكن من مواليد برج الجدى، وهذا يفرق كثيرا فى الأبراج، لدرجة أن أحد رجال الفلك وكان يدعى الشيخ حسين ضرب لى النجم وحسب لى من المراجع الفلكية منذ أكثر من أربعين سنة، وقال لى أنت لست من برج الجدى، ولكن من برج القوس، وشكلك وملامح وجهك وصفاتك تقول إنك من برج القوس، ومن مفارقات الأيام أن هذا المنجم قد تنبأ بما سيحدث لى على مدى عشرين عاما بالتفصيل والأرقام، ولا تسألونى عن إيمانى بالمنجمين، لأنى لا أقصد شيئاً ولكن فقط أقص عليكم ما حدث معى بالضبط.

كان مصطفى محمود يعرف ما نريد الحصول عليه بالضبط، فمما سبق عرفنا منه كيف تكونت أفكاره المتمردة أو المختلفة، ولكنه كان يلمح فى نظراتنا التلهف على معرفة كيف خرجت هذه الأفكار إلى أرض الواقع فقال:

«طفولتى كانت غريبة وعجيبة، كما ربانى والدى فى المسجد والكتاب، أى أنها كانت طفولة دينية من الدرجة الأولى، لكننى لم أجد فى نفسى المتلقى التقليدى وخلاص، بل كان كل شىء يدخل بداخلى كان يمر على مصفاة فأنتقى الأشياء التى أشعر أنها يقينية وأتخلص من أى شىء أشعر بأنه هراء حتى لو كان من شيخ الجامع،

فمثلا الجميع يعرف قصة مرحلة الشك وكيف عبرت منها من الشك إلى اليقين، ولكن الذى لا يعلمه أحد أن إمام مسجد هو من زرع بداخلى بذرة الشك الأولى فى العقيدة، وفى كل ما يحيط بى خصوصا المسلمات (أى الأمور الفطرية التى يتعامل معها الإنسان كأنها أمور طبيعية مثل ما يتلقاه الابن من والديه فى طفولته وهكذا)، عندما تعامل معنا بجهل وكأنه يتعامل مع (شوية فراخ) دون أن يعلم أننى سأكون له بالمرصاد،

فقد كنت منذ طفولتى المبكرة أشعر بقلبى وعقلى يتجهان إلى الدين، فمنذ السابعة من عمرى كنت متجها للدين بكل حواسى ومشاعرى أصلى الفروض جميعها فى المساجد وأستمع بإنصات واهتمام شديدين إلى الأئمة والشيوخ والدعاة فى المساجد، وكنت أتردد فى هذه الفترة على مسجد وضريح سيدى عز الرجال الموجود فى طنطا مع مجموعة كبيرة من أصدقائى نصلى الفروض والسنن ونستمع إلى وعظ شيخ الجامع (جامع سيدى عز الرجال والشيخ كان اسمه محمود) الذى كان يمثل لى قيمة كبيرة لم يتساو معها أى شخص فى تلك الفترة، ولهذا كنت أدون كل ما يقوله ونحضر المولد وحلقات الذكر وراءه، إلى أن جاء يوم قال لنا فيه الشيخ محمود: شوفوا ياولاد..

أنا سأقول لكم على طريقة تقضون بها على الصراصير والحشرات الضارة فى المنزل وهى طريقة دينية عظيمة جدا، وكل واحد يفتح الكراسة وسوف أملى عليكم هذه الطريقة العظيمة الجديدة.. وأخذ يملى علينا كلاماً عبارة عن مزيج من الآيات والطلاسم، ثم قال لنا: الصقوا هذه الورقة على الحائط وسوف تكتشفون أن الصراصير سوف تموت موتاً شنيعاً على هدى هذه الطريقة الدينية العظيمة.. وبالطبع فقد فرحت من كل قلبى، لأننى كنت على استعداد لتصديق كل ما يقول وكتبت كل ما قاله بالحرف الواحد ولصقته باهتمام شديد على الحائط وجلست منتظراً النتيجة، لكن خاب ظنى،

وأصبت بإحباط شديد، فقد تزايدت الصراصير وأصبحت أضعاف ما كانت قبل طريقة الشيخ، بل الأدهى من هذا أن الصراصير اتخذت من الورقة التى أخبرنى بها الشيخ ملجأ لها ومن يومها أحسست أن الرجل «نصّاب كبير»، وبدأت أشك فى كل شىء ليس فى هذا الشيخ وحده ولكن فى كل من حولى، وكانت هذه هى بذرة الشك التى زرعت فى نفسى وقد زرعها الشيخ محمود خطيب وواعظ جامع سيدى عز، لم أشك فى الورقة التى دعا إليها فقط أو فى حديثه، ولكن اعترانى شك فى كل شىء.

قصة الشك وتاريخها أصلا مرتبطان بطبيعة تكوينى الفكرى وطبيعتى كمفكر.. ضحك وقال (وهنا أذكر بأننى كنت مفكراً وأنا فى بطن أمى) فمن طبيعة المفكرين أن يعيدوا النظر فى المسلمات، إنهم يبدأون من البداية الأولى، دائماً يبدأون من صفحة بيضاء، فهم على الدوام ضد المسلمات، فهذه هى الرحلة الطبيعية، وهى تعنى شكاً منهجياً وليس شكاً عنادياً، فهناك فرق بين أن يعاند الإنسان أو يجادل، وبين ألا يسلم بالبدهات أو يبدأ بالمسلمات بأن يكون منهجياً..

وبالفعل إن قصة الشك قديمة وبدأت معى من الطفولة حين كنت أخطو أولى خطواتى وكنت لا أزال مراهقاً صغيراً لم أتجاوز ١٢ عاما عندما أحببت أن أتمرد على شيخ الجامع فكونت جمعية فى بيتنا المقابل له وقد سميتها (جمعية الكفار)، وكنت أناوش الشيخ بها، كنا نكتب مطبوعات هذه الجمعية ونحاول اختراق المسجد لكى نلصقها بداخله ونوزعها على المصلين لجذب أعضاء جدد لكنهم أمسكوا بى ذات مرة وضربونى علقة ساخنة فى الجامع، وقد أخرج الشيخ كل غضبه علىَّ فى هذه المرة، لأننى فكرت ولأننى أول من اعترض على كلامه وأفكاره،

وكانت هذه الأفعال ليس من وحى خيالى، ولكنه كان تيارا موجوداً على الساحة أيامها ينشر هذا الاتجاه ممثلا فى كتب دارون وسلامة موسى وشبل شميل والتى كانت أفكارهم ثورة على الدين وهذه الثورة استهوتنى بشكل كبير وبالتالى سرت على هذا الطريق وهذا المنهج، وكنت أقضى يومياً من ٥ إلى ٦ ساعات فى مكتبة البلدة بطنطا وأقرأ فى مختلف المجالات وأدخل فى مناقشات ومجادلات وخناقات تنتهى بالضرب والجرى، خاصة بعد إنشاء (جمعية الكفار) هذه التى كانوا يعتبرون أفكارها بالطبع دعوة للكفر، وكان معى فى هذه الجمعية أصدقاء مسيحيون،

وخطورة هذا أن هذه الجمعية كانت ضد الأديان عموماً، وكانت مرحلة غريبة فى حياتى كلها على الإطلاق، ولو تأملتم كيف ولماذا تكونت جمعية الكفار أو ما هو مبعث شكوكى فى الأديان ستجدوا أن شيخاً واعظاً هو الذى قادنى إلى الشك، فقد ولدت شكوكى على يد شيخ، والسبب فى هذا أنه تحدث بجهل وخطأ،

وهذه أسوأ طريقة، فلاشك أن الوعظ الخاطئ يمكن أن يقود إلى كارثة مروعة، فالذى قاله شيخ سيدى عز الرجال لا يمت للدين بصلة مطلقاً، فهو لاشك رجل كذاب ودجال على أى حال، وكنت فى هذه الفترة من العمر أتساءل فى تمرد: «تقولون إن الله خلق الإنسان لأنه لابد لكل مخلوق من خالق ولابد لكل صنعة من صانع ولابد لكل موجود من موجد صدقنا وآمنا، فلتقولوا لى إذن من خلق الله أم أنه جاء بذاته وإذا كان كذلك فى تصوركم فلماذا لا تصدقون أن الدنيا جاءت بذاتها بلا خالق وينتهى الإشكال»،

وعندما كنت أقول هذا فتصفر من حولى الوجوه وتنطلق الألسن تمطرنى باللعنات وتتسابق إلى الكلمات عن يمين وشمال ويستغفر لى أصحاب القلوب النقية، ويطلبون لى الهدى، نعم لقد رفضت عبادة الله، لأننى استغرقت فى عبادة نفسى، وأعجبت بومضة النور التى بدأت تومض فى فكرى مع انفتاح الوعى وبدأت الصحوة من مهد الطفولة.

وفى عمر الـ١٦ بدأت برفض المسلمات. لم أكن أريد أن آخذ شيئاً عن أبى وأمى، ولكن كنت أريد أن أجتهد اجتهاداً شخصياً، وبدأت بالمحسوس الذى أمامى ولم أبدأ بما وراء الطبيعة، وقد تمثل هذا المحسوس فى الطبيعة «الفيزياء» فوجدت الفيزياء والكيمياء عاجزة عن أن تفسر لى شيئاً عاجزة عن أن تفسر لى الحياة والموت،

ومن أجل ذلك استعنت بالفلسفة فوجدت أنها فى حاجة إلى فلسفة لتعينها، فبدأت بالأديان سواء كانت سماوية أو دنيوية (بوذا وزرادشت وعيسى وموسى ومحمد) فوجدت كمال الأمر كله فى القرآن.. وكانت هذه هى المرحلة الطبيعية، ورغم أننى اتجهت بقلبى إلى الدين فكانت هناك أسباب حقيقية قادتنى إلى الشك، ومن هنا بدأت رحلة الشك، وبدأت أحاور وأرفض وتحدث فجوة بينى وبين الدين وتزايدت هذه الفجوة تدريجياً.

أصدقاء فى لحظة الوداع

استيقظ الدكتور مصطفى من غيبوبته فى أحد الأيام، وطلب أن يرى أصدقاءه الأقرب، وهم الدكتور على بدران والدكتور عبدالقادر، وكلاهما أستاذ صيدلى، وبالفعل زاره كل منهما وقضيا معه اليوم، كما زاره المخرج المسرحى جلال الشرقاوى، أحد المقربين للدكتور مصطفى، الذى عاش معه مواقف عديدة واشتركا فى العديد من الأعمال الفنية،

وهى مواقف سيأتى ذكرها تفصيلا فيما بعد. وقد ذهب الشرقاوى صديق الدكتور مصطفى خمس مرات إلى المستشفى خلال شهور المرض الأخيرة، كما زاره الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس، نجل الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس والسيدة روزاليوسف، وكلاهما كان له دور مهم فى بدايات الدكتور مصطفى محمود الأدبية والفكرية،

وكان محمد عبدالقدوس من آخر الأصدقاء الذين جلسوا مع الدكتور مصطفى قبل رحيله، بالإضافة إلى رسام الكاريكاتير رجائى، الذى يعتبر واحدا من أهم وأقرب الأصدقاء للدكتور مصطفى،

حيث ارتبطا ببعضهما البعض منذ البدايات المشتركة فى مجلتى «روزاليوسف» و«صباح الخير»، ورجائى هو صاحب الصورة الشهيرة التى رسمها لمصطفى محمود، وعلقها الدكتور على أحد جدران شقته وكان يقف أمامها كل يوم، ويتأملها حوالى نصف ساعة، خاصة فى السنوات الأخيرة.

العقاد وتشيكوف والأهرام

عندما صعبت القراءة على الدكتور مصطفى فى أيامه الأخيرة طلب من ابنته أمل أن تقرأ له فى اهتمامات ومجالات متنوعة، فأحيانا كان يطلب منها أن تقرأ له مقاطع من مؤلفات العملاق عباس محمود العقاد، أو قصص الكاتب الروسى الشهير أنطون تشيكوف الروسى، أو بعض الفقرات من الكتب العلمية، وأحيانا كان يطلب منها أن تقرأ له مقالات أصدقائه وتلاميذه فى الأهرام ।


الحلقة الثانية ......... الهروب من الطفولة

برنامج المتصفح فاير فوكس Mozilla FireFox 3.5.4


http://www.softsailor.com/wp-content/uploads/2009/04/mozilla-firefox.jpg
Mozilla FireFox 3.5.4

http://img.soft4share.com/files/pics/1514/1513148/img_1_th.jpg


يعتبر من أفضل برامج التصفح على الإطلاق
بآخر إصداراته
من موقعه الأصلى تحميل مباشر
WwW.Mozilla.Com

المتصفح مجانى 100 %
الحجم : 7.6 ميجا بايت
النسخة : 3.5.4

النسخة العربية من المتصفح
إضغط هنا

النسخة الإنجليزية English
Click Here

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif

مقارنة بين الولد الفافى و الولد البيئة

@#@مقارنة بين الولد( الفافي) و ( البيئه)@#@



(الطفل الفافي) و (الهافلايف )
.....................................

1-الولد من دول يصحى على صوت الكناري اللي في اوضته ....
- سو سو سو سو .... -
_________

2-يدخل الحمام ياخد شاور .... ويغسل شعره بشامبو من ايطاليا .... ويحط
جيل بالمرز من فرنسا ويغسل سنانه بمعجون سيجنال تو .....
- بيتفرج على الام بي سي كتيييييييييييير -
_________
3- يطلع من الحمام يلاقي الداده مستنياه بفوطه من حريييييير .... وتلاعبه
وتهزر معاه بالانجليزي ....
- الداده معاها دكتوراه من جامعة اسفخص في لندن -
_________
4-يخش على اوضته ... ويفتح الدولاب ويطلع منه هدومه المكويه واللي ريحة
اريال باينه فيها .....
- اريال .... نسيم الصباح -
__________
5- يجيب جزمته من الجزامه ... اللي مليانه جزم وكوتشيهات ...
وسبوووز .....
- تقولش دخلت محل لطفي أو توكيل تمبرلاند -
__________
6- ينزل يفطر مع مامي ودادي ... والفطار كورن فليكس بطعم الستروبوري او
الشوكولات ....
- كورن فيليكس كلووقز .. مش بسكو مصر -
__________
7- يسلم على مامي ويبوسها بعد ماتكون حطتله ديناربوكس بتاعه وفيه ....
ساندوتشين اتشكن ناجتس و كيس شيبسي و عصير جهينه او ايزي موزوو
- ايزي مووزو فاكرين الاعلان ده ؟؟؟ -
__________
8- يسلم على دادي اللي يديله البوكيت موني بالدولار ..... مش يعرفو حاجه
اسمها جنيه طبعا
- جنيه ؟؟؟؟ دي عملة انكردت من زمااان -
__________
9- يطلع من البيت بعد الداده ماتلبسه الشنطه بتاعة الكتب على ضهره ..
- بنشوف الشنطه دي مع الخواجات في شرم وبس -
__________
10- يركب الباس بتاع السكول .... ويشاور (باي باي) للداده ولمامي ...
ويركب مع زمايله ويغنو بالانجليش او الفرينش .....
- فريدرو جاكو .... فريدرو جاكو ... هايللبّووه -
__________
*الطفل البييييئه :
__________
...................
1- دييييييييب .... اخوه رمى عليه طوبه عشان بقاله ساعتين بيصحي
فيه ... وهو ولا هنا ...
- طبعا .. مقضيها صرمحه في الشارع للفجر -
__________

2- العيال دي ماتعرفش اختراع اسمه (غسيل الوش بعد ما تقوم من
النوم) .... هم شوية خناق مع اخواته ويبقى صحصح على الآآآآآآآخر ....
- بدل تمارين الصباح ... رياضه برضه -
__________

3- طبعا بعد الخناق ده بيبقى جعان ... تلاقيه بيحوم في الشقه ويدوّر في
المطبخ على اي حاجه ..... انشالله صرصار .. برضه هاياكله من الجوع
- عشان كده ماتلاقيش في بيتهم صراصير -
__________

4- بعد ما يحط في بطنه اي حاجه في رغيف ... يدور على اي حاجه
يلبسها .... القميص مرمي تحت السرير ... ويقلع اخوه الصغير البنطلون
بتاعه وهو نايم ...
- هدومه كلها مكرمشه ... تقولوش طالعه من بق كلب -
__________

5- طب وبعدين .... ساعتين بيدور على الجزمه ... مش عارف رزعها فين ...
واخوه الكبير خارج من البيت حافي كمان عشان مايقولش انه خدها ... افتكر
اخيرا انه حاطط فرده منهم فوق الدولاب .... والتانيه ... تحت التلاجه
- طبعا ما يعرفش اختراع اسمه الشرابات -
__________

6- دلوقتي معاد حرب كل يوم ..
: ماما ... انا عايز مصروفي
: مصروف ايه ياااااض ... انت مش واخد امبارح .. ولا كل يوم مصروف مصروف
: يعني مافيش اي حاجه ؟؟؟
: في دي ..... دييييب ...
- ضربة بالحله على نافوخه -
__________

7- الباشمهندس الصغير .... مايعرفش فين كتبه ولا كشاكيله اصلا .... عشان
كده ... خد اي كتاب موجود في البيت على اي كشكول ....
- مايعرفش يعني ايه قلم .... غير اللي بياخده على قفاااه -
__________

8- هايروح مدرسته ازاي ؟؟؟ طبعا اي ميكروباز او عربيه نقل وقضيها
شعبطه ....
- ليااااااااااااااااااااااااااااقة -
__________
============
في طابور المدرسه ....
==============
=================
*الطفل الفافي (الهاف لايف) :

1- العيال كلهم واقفين في صفوف شكلها يفرح .. ده غير ريحتهم اللي زي
الفل
- نضافه رباااااااااني -
__________

2- الطابور كله تمارين ونشاط ....
- على انغام الدي جي (ياسر شاكر) -

__________
3- الاذاعه المدرسيه .... اخبار من مجلات (واشنطون بوست)
- وطبعا .... مافيش ترجمه -

__________
4- يغنو النشيد الوطني بقيادة المايسترو (سليم سحاب)
- (حسن كامي) ... كان بيغنيه معاهم قبل ما ربنا يفتح عليه -

__________
5- طالعين فصولهم وكأنهم ملايكه أو فراشات ... وبحماس ونظاااام
- تقريبا ... والله أعلم ... بيحبو مدرستهم .... سبحان الله -

__________
*الطفل البيئه :

1- داخل المدرسه متأخر وحالته نيله
- اتشعبط في مكروباز (شبرا) ... ومدرسته اصلا في (الحلميه) -
__________
2- بعد التذنيب والشتيمه من مدرس الألعاب (حسن أبو شفه) ... انضم لباقي
زمايله في المعتقل ... سوري ... زمايله في المدرسه
- ولا واحد منهم فاهم هو فين أصلا ... واتضح ان صاحبنا أكتر واحد شيييك
فيهم -

__________
3- الأثاحه الملثيه .....----> تحريف لكلمة (الاذاعة المدرسيه) ...
- تخيلو انتو باقي الأخبار بقى -

__________

4- النشيد الوطني اللي هم بيقولوه .... بتاع دوله مجهوله ... ونفسي
اعرف ايه هي؟؟؟
- طبعا على موسيقا آلات النفخ .... الشيشه -

__________
5- في مرحلة طلوعهم الفصول .... بيختلط الحابل بالنابل ....
- ياترى انا في فصل ايه النهارده ؟؟؟ -

__________
بعد المدرسه ما تخلص ... بيرجعو على بيوتهم بنفس الاسلوب .... ونشوف
يومهم عامل ازاي دلوقتي
___________________
*الطفل الفافي (الهاف لايف) :

1- يرجع من السكول تكون الداده في استقباله ... وتشيل منه الشنطه ...
ويغسل وشه ويغير هدومه
- والله العظيم ... وشه انضف من ما كان طالع الصبح أصلا -
__________

2- بعد ما اتشطف .... وإتصبّن - الكلمه دي متعوب عليها على فكره - يقعد
يلعب بلاي ستيشن لحاد ما يعملو الغدا
- الغدا بتاعهم بنشوفه في الأفلام الأمركاني -

__________
3- هاني ... دينر از ريدي
- السيييم بتاعهم لما يجهز الغدا -

__________
4- بعد الغدا ... يشرب كبايه (اورانج جووس) وينام ساعه عشان يعرف يذاكر
ويحل الهوم وورك

__________
*الطفل البييئه : ! !

1- أخينا رجع من المعتقل ... او المدرسه زي مابيقولو عليها ... وهدومه
كلها مقطعه وعلامات التعذيب على جسمه ...
- تقولوش جاسوس اسرائيلي اتمسك في حلوان -
__________

2- امه لسه ماخلصتش الغدا ...
- النهارده امه دابحه دكر جبنه بيضه ... واحتمال يكون في فول بالصلصه -

__________
3- ترااااادااترااااااااااااااااااااااااا ...
- دي اعلان الحرب ... أو الغدا <هجووووووووووم> -
__________

4- بعد اكلة الفول بالصلصه ومعاه فحلين بصل ... عادة ما يعقبها احساس
بالضياع
- تنااااااااحه ... فور آيفير -
__________
بعد حالة التناحه او النوم دي ... بيجي وقت الشده ... ياترى الحياه
معاهم - الطفل الفافي .. والطفل البييئه - عامله ازاي ؟؟؟؟

__________
*الطفل الفافي (الهاف لايف) :

1- يقوم من النوم على صوت الداده ... الهادي طبعا .. عشان يقوم يذاكر
مع المس (فرانكا) ... المدرّسه اللي جايبنهاله من انجلترا
- نازله مخصوص ....... بالكاتالوج -
_____________________
2- بعد ما يخلص المذاكره وتحضير دروس تاني يوم .... مامته تاخده النادي
عشان يلعب رياضه (باسكت او تنس) و احتمال (سكواش)
- مشتركين في نادي المعادي والصيد والشمس ... ده غير سبورتنج في الصيف -
_____________________

3- يرجع من النادي ... ياخد دش ويحضر شنطته وينزل يتفرج على شانل تو
- شانل تو بتاعة الام بي سي ... مش بتاعة مصر طبعا -
_______________________

4- على الساعه 10 يقوم عشان ينام .... والداده تحكيله حكايه قبل النوم
- سندريللا وسنوو وايت ... مش ابو رجل مسلوخه وامنا الغوله -
____________________________
5- ينام على صوت الداده وهي بتغنيله اغنيه رومانسيه ... وفي حضنه
الدبدوب اللي جاله في عيد ميلاده
- ملاك نايم يا اخواتي -
_____________________

*الطفل البيييئه :
===========
1- يفوق من حالة التناحه من الفول والبصل على صوت حد من صحابه ... عشان
ينزل يلعب كوره شراب في الخرابه اللي جنب الحاره بتاعتهم
- نفس بدايات ابراهيم سعيد -
_____________________________________
2- يرجع بيتهم وهو بيجري وهدومه متقطعه ودماغه واخده بتاع تلاتين قلم
على سهوه .... عشان شاط الكوره وكسر القزاز بتاع محل (عم سيد) البقال
- الراجل ده من كتر القزاز بتاعه ما اتكسر ... هايفتح مصنع قزاز -
________________________________
3- اخته جابته عشان يحل الواجب ويذاكر .. بس مامعاهوش قلم ... قام نزل
الشارع عشان يجيب قلم
- آدي دقني لو جاب ولا حتى رجع من أصله -
_________________________
4- على الساعه 2 الفجر ... باب بيتهم بيخبط .. وامه فتحت الباب شافت
جارهم دماغه متعوره وجايب لها المحروس اللي كان بيلعب حرب بالطوب وفتح
دماغه
- تقولش طفل من أطفال الانتفاضه -
____________________
5- ساب امه وابوه وهم بيصالحو جارهم وبيبوسو ايده عشان ما يعملوش
محضر .... واتسحّب المفعوص على المطبخ جاب حتة جبنه وطماطمايه ورغيف
معطن .... وزوغان على السرير
- بسلامته نايم وهو متلفح بالبطانيه زي مايكون من مطاريد الجبل

____________________
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كيفية غسيل الأموال بالصور


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif



https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif



فتاة تصلى وهى متبرجة صورة تخزى كل مسلم يراها

هذه الصورة غريبة جدا
فتاة تصلى وهى تلبس لباس يخزى كل الناس
إليكم الصورة
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

حسبنا الله و نعم الوكيل

كلمات نادرة لفضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى قبل وفاته

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif
كلمات أخيرة لفضيلة الشيخ
محمد متولى الشعراوى
قبل وفاته




رحم الله شيخنا الفاضل
وندعو الله أن يرزقنا بأمثاله


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEih7GaPcexSOVLzqkb6AIAlxP96W8vNxJlXBbEnzs7WXlAW7MbIG6oSpOnxPoe4U59oK2GZuoRAPVHQJgjga8rHpi1LOMdvZbOaIkdfbNmPWJmxagnJ3FB5ZIEme18mJJXDcwAnlvLOGGs/s400/35577019.gif

فيلم نادر جدا لمقتل السادات

فيلم نادر جدا لمقتل الزعيم الرحل محمد أنور السادات
من قناة أجنبية





إزاى تبقى رخم و إنت فى كليتك ؟

فى الكلية هتقابل صاحبك وهتقعدوا على أى كافيه

هيجى الجارسون سيب صحبك يطلب الأول وبعدين استلم الجارسون بقى واديله نصيبه
قوله عندك برجر ؟ هيقولك اه
قوله حلو ؟ هيقولك تمام
قوله اوك يبقى اكتب واحد شاورمة
طب عندك كبده ؟ هيقولك ايوة قوله معمولة ازاى ؟

سيبه يرغى شوية وقوله انا اصلا مبحبش الكبدة فكك
حاول تطلب حاجات غريبة زى سندوتشات حلاوة طحينية على اساس انك فى سجن أبو زعبل

أو سندوتشات بيض أو بتنجان أو لبن العصفور أمسك فى الحاجات اللى مش موجودة كلها
المهم حاول تجيبله جفاف عقبال ماتطلب اللى انت عايزه


وأنت بتاكل بقى أتسلى على المخلل اللى مش عاجبك أرمى شوية على التربيزة وشوية على الأرض أنت وذوقك بقى
لو معاك كاتشب مفيش مانع تكتب أول حرف من اسمك على التربيزة ترسم قلب عادى يعنى المهم تخليله التربيزة شبه التورتة
ومتنساش تعيب على الأكل وأنت بتحاسب وكمان تقول الحساب غالى


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


فى المدرج أرشق نفسك بين أتنين متعرفهمش وابتدى الشغل بقى أتعامل على إنك صاحبهم من قرن

يضحكوا على حاجة اضحك معاهم كده يعنى المهم تركز معاهم كأنك من بقيت أهلهم ولا خلفوك ونسوك

أو طريقة تانية أتلكك لكل اللى جنبك كل ماحد ينطق كلمة قوله لو سمحت أسكت عشان أفهم


لو مسكتش أنا هقول للدكتور والحركة دى رذلة ومستفزة جدا بس اشطه يعنى

وياسلام لو واحد وواحدة يبقى أنت كده جبت من الآخر



لو جنبك واحد بيكتب يبقى اتفتحتلك طاقة القدر اقعد اسأله وعطله ومتخليهوش يكتب سطرين على بعض



استلم أى حد واسأله المحاضرة هتخلص امتى ؟ وكل فيمتو ثانية كده اسأله الساعة كام اصل أنا زهقت

طبعا هو اللى زهق وطهق من الكلية وبيقول ياريتنى ماكملت تعليم وكره حياته كلها زى باقى الضحايا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عايز تعمل دماغ حلوة روح على شباك شئون الطلبة المهم حاول تعمل أهبل وأنت داخل وعايز تقف أول واحد


هيرجعوك ورا تحاول تقف مكان أى حد وترذل على كله هما أصلا بيبقوا واقفين مش طايقين نفسهم

لو واقف تانى واحد كده مفيش مانع تزق اللى قدامك تلبسه فى الشباك الحديد وتقول الله ياجماعة ياللى ورا متزقوش



ومن قبل ماينطق ولا كلمة تقعد تقوله خلص يالا عشان غيرك ومتخليهوش يركز مع بتاع شئون الطلبة خالص


لما يجى دورك بقى بيبقوا عايزين يخلصوك ويكروتوك واللى واقفين وراك فى الطابور مستنينك تغور فى داهية بفارغ الصبر
خد وقتك كأنك بتحجز فى سينما و اسأل أسئلة كتير وكل مايقولك حاجة قوله مش فاهم معلش قول تانى فهمنى أعمل أيه بالظبط لحد ماتشل أكبر عدد ممكن المهم تخلص عليهم

وبكده يبقى أنت مارست هوايتك وقضيت يوم رذل وفي نفس الوقت عملت دماغ تمام
.........................................................

إسلاميات Eslamieat

غرائب و طرائف Strange and Comedy

برنامج Paltalk v 9.8

http://img42.imageshack.us/img42/4065/608imgcache.png

Paltalk v9.8

من أفضل برامج المحادثة فى العالم







أسهل 5 أسئلة فى العالم

أغبى خمسة أسئلة في العالم هذي قصة واحد غبـي شارك في مسابقه ثقافية جائزتها مليون ريال نقدا وابتدأت المسابقة بالسؤال الأول (أكيد بالسؤال الأول يعني بدت بالثاني)
بسم الله نبدأ

س1: كم استمرت حرب المائةعام؟؟
أ.116 ب.99 ج.100 د.150
فكر صاحبنا كثير ثم اختار تخطي هذاالسؤال لأنه أول مرة يمر عليه حرب المئة عام يعني بالله كم مدتها!! طيب مش مشكلة نروح للسؤال الثاني

س2: أين تصنع قبعات بنما؟؟
أ.البرازيل
ب.تشيلي
ج.بنما
د.الإكوادور
اختار هذا الفالح انه يستعين بأصدقائه في الجامعة للإجابة على السؤال هذا كمان

س3: في أي شهر يحتفل الروس بثورة أكتوبر؟
أ.يناير
ب.سبتمبر
ج.أكتوبر
د.نوفمبر
الغبي طلب مساعدة الجمهور

س4: أي هذه الأسماء هو الاسم الأول للملك جورج السادس؟
أ.جون
ب.ألبرت
ج.جورج
د.مانويل
طلب الغبي حذف إجابتين وبعد جهد جهيـــــــــد توصل للإجابة

س5:ما اســم الـحــيوان التي أخذت منه جزر الكناري اسمها؟؟
أ.طائر الكناري
ب.الكنغر
ج.الجرو
د.الفأر
عندها انسحب ذلك الشخص من المسابقة ولم يستطع إكمالها تعالو اقول لكم شيء انزل تحت
.
.
.
.
.


إذا كنت تحسب انك ذكي بدرجه كبيره تعال اقرأ الأجوبة... تحت
جواب السؤال الأول: استمرت حرب المئة عام 116سنة من عام1337 وحتى1453 جواب السؤال الثاني : قبعات بنما تصنع في الإكوادور
جواب السؤال الثالث: يحتفل الروس بثورة أكتوبر في نوفمبر


جواب السؤال الرابع : الاسم الأول للملك جورج هو ألبرت
جواب السؤال الخامس : جزر الكناري أخذت اسمها من الجرو ... حيث أن اسمها اللاتيني هو
Insularia Canaria