adv

Hazooma blog in other languages

أنا و الكون

أنا.. و الكون

أنا..
ذرة ضئيلة مازالت متبقية..
من بداية الإنفجار العظيم
عند خلق الكون..
منذ 15 بليون عام..
أنا..
نواة ظلت باقية على قيد الحياة..
فى الغيمة السديمية..
بين النجوم..
وفى الصهارة الصخرية المذابة فى باطن الأرض..
ولدت وصبت فى الجسد والأعصاب..
فى الوعى والإدراك..
توجهت إلى الأبدية المجهولة..
عبر المروج الخضراء..
والنباتات العملاقة..
وومضات البرق..
والرياح العاصفة..
وصرخات الطيور..
وحبة رمل.. سقطت من ساعة رملية.. عتيقة..
اتجهت إلى الشاطئ..
آه.. ما أجمل البحر..
هذا الخلط المتدفق..
تحتى..
دوما زرقاء مروعة..
وطحالب.. ومخلوقات بحرية.. وشعب مرجانية..
وزبد أبيض..
وفوقى..
كواكب ونجوم ومجرات هائلة..
مذنبات.. وشهب.. ونيازك..
الدهر اللانهائى..سرت على الرمال ببطء..
أتطلع إلى الأفق..
سعيت بحثا عن عجائب الكون..
الثقوب السوداء..
العمالقة الحمر..
الأقزام البيضاء..
كان من الممكن..
أن أكون قد ظللت فى مكان ما..
بالفضاء..
كأحد الجسيمات دون الذرية..
هبة دخان..
هباءة..
مجرد لا شئ..
كان من الممكن ألا أكون قد رأيت..
هذا العالم البالغ الإخضرار..
أو سمعت صوتا ً..
أو شممت رائحة..
ولكن حمدا لله.. جلت قدرته..
أننى أتمتع بالحياة..
لقد ولدت..
إننى أتنفس.. وأحس.. وأحب..
عيناى تستطيعان رؤية السحب.. والنجوم..
أذناى تتمكنان من سماع الأنين..
والأنشودة الرقيقة.. الحنونة..
يداى تستطيعان لمس الزهور..
وشفتاى تهمسان..
أحبك..
فتتضوع رائحة الأعشاب.. والنباتات..
وينتشر فى المكان بخور خرافى.. غريب..
ما هى الكواكب.. والنجوم.. والمجرات..
عند مقارنتها بك..
كتل صماء..
غازات متوهجة.. ميتة..
صيحات بال صدى..
هوّات.. بلا نهاية..
وأنا..
عديم القيمة..
المختلس المسكين..
للحظات الخاطفة..
يتأمل عظمة الكون..
يستوعب موسيقاه السرمدية..
وينشد أغانيه الأبدية..
أتصيد جزئيات الأيام..
أخوض فى قارب المساء..
أملا ً حقيبة صيدى..
بعبير زهور البنفسج..
بالطحالب البحرية الخضراء..
وبضوء القمر..
يا لها من نعمة إلهية..
أن يحيا الإنسان..
تدور المجرات بجلال وعظمة..
ويهمس البحر..
وأتصور الكون..
شكلا بيضاويا ً.. رائعا ً.. لا نهائيا..
أحس بجسدى يرتعد..
وترتجف كل خلية فيه..
بانفعال..
وشوق غير محدود..
عند رؤية حبيبتى..
وهى تركض كالنسيم..
فوق الرمال..
همست بإسمها برفق..
شيرين..
حبيبتى..
ناديتها..
صحت بأعلى صوتى..
لهثت فى ترقب..
فقد إكتشفت فيها دائما..
معنى الكون..
فى يديها..
فى شعرها..
فى عينيها..
فى جسمها كله..
إشعاع كونى..عجيب..
آه.. ما أجمل الحب!!
أعرف أن الحياة تبدو..
وكأنها بلا نهاية..
سواء هنا.. حولنا.. على الأرض..
أو هناك فى عمق الكون السحيق..
وإذا ما حدث.. ذات يوم..
يوم بعيد..
أن استنفدت الشمس وقودها النووى..
الهيدروجين..
وأصبحت جرما.. خامدا.. معلقا ً فى الفضاء..
مجرد قزم أبيض..
تكدس فى مركزه العناصر الثقيلة..
وتتقارب جسيماته..
حتى تكاد تتلاصق..
عندما تتحول الأرض..
إلى كوكب ميت..
تماما مثل القمر.. والمريخ.. والمشترى..
وباقى كواكب المنظومة الشمسية..
عندئذ..
سنتوجه بسفن الفضاء الأيونية..
إلى كوكب آخر.. فى مجرة نائية..
توأم للأرض..
سنزرع بذورنا..
وسوف تستمر الحياة..
ويزدهر.. الحب..

بقلم : رؤوف وصفى

..........................................................

0 التعليقات:

إرسال تعليق