■ (أنا عمرى ما شككت فى وجود الله سبحانه وتعالى.. وأنه الواحد الأحد القهار.. ولم ينتبنى الشك مطلقاً فى القدرة الإلهية وأنها تدير هذا الكون الكبير من حولنا وأن هذا الكون باتساعه الكبير هو خير برهان ودليل على وجود الخالق الأعظم فهو يفصح ويثبت ويبرهن بل يهتف (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
■ الشك كان فى مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار والجنة والنار ونوع الخلود وشكله ومظهره. وكان رجال الدين يعتبرون أن مجرد التفكير فى مثل هذه المسائل يعتبر الكفر بعينه.. وأنا لم أكن كافراً!.. وهذا هو السبب فى أن كامل الشناوى قال لى فيما بعد: «قديما كانوا يفكرون ويتعمقون فى مثل هذه الشكوك دون أن يعرضوا للشنق وهى قضايا الجبر والاختيار.. والقضاء والقدر.. والجنة والنار.. والبعث والخلود»
مصطفى محمود
الإلحاد كلمة كثيراً ما هاجمها أبناء الدكتور مصطفى محمود وحاربوها بشدة وكرهوا كل من أطلقها عليه أثناء حياته.. أمل مصطفى محمود ابنته الكبرى وأمه الروحية فى نصف عمره الأخير.. وهبت عمرها منذ زمن لا بأس به لأبيها، تهتم بكل تفصيلة فى حياته.. تقرأ له وتقرأ عنه.. تغار عليه بشدة، ذات مرة احتقن صوتها وهى تتكلم عن كلام نشرته الكاتبة لوتس عبدالكريم.. رغم رقة أمل وهدوئها وأدبها الجم تحمل بداخلها قنبلة قد تنفجر فى وجه كل من يفكر فى أن يهمس بشىء عن أبيها.. أو يتكلم بحديث خاطئ عنه، خصوصاً من يطلق عليه هذه الصفة.. «ملحد».
أما نجله آدهم بملامحه الطيبة الرجولية وهدوئه الخالص وثباته عند الانفعال وخجله عند الإطراء.. يحتقن وجهه كثيراً إذا ذُكر أبوه بأى سوء وهو المتشبع بنبض أبيه.. ربما أخذ أشياء منه لكنه يختلف عنه فى كثير من الأشياء الملحوظة مثل الجسم الرياضى والعقلية التجارية.. مع ذلك نجد أنه يرفض وبعنف أى وصف لأبيه بتلك الصفة الشنيعة.. «ملحد».
نذكرها هنا صريحة.. لا تحتمل الجدل أو الهزل (الدكتور مصطفى كان فى أحد الأيام ملحداً!!) نعم كان فى شبابه ملحداً.. حتى ولو رفض أدهم وقال: كان شكاً.. أو ترتاع أمل وتقول كيف يلحد أحد الأشراف.
وهنا الأمر يحتاج منا وقفة.. ولندع الدكتور مصطفى يحكم بنفسه فى تلك القصة.. وسنجده يؤكد فى تسجيله الصوتى: «أنا مررت بكل المراحل الفكرية من الشك إلى اليقين، من الإلحاد إلى أن أصبحت خادم كلمة التوحيد».. هل فى هذا الكلام ما يزعج؟
طبعاً هناك ما يزعج.. فمن وجهة نظر كل الناس الملحد هو شخص ضد الله، وضد الدين، ويكرهه الناس حتى لو كان هؤلاء الناس أنفسهم غير مهتمين بالدين ولا يعرفون عن الالتزام به شيئاً، ولكن الحقيقة أن عالمنا الكبير مصطفى محمود إبان عمله كطبيب فى أول حياته كانت الفكرة قد بدأت تختمر فى أرجاء عقله فيقول: «لم تكن هذه البداية.. فالبداية منذ الطفولة منذ كتاب سيدى عز والشيخ الدجال الذى سبب وعظه الخاطئ لى نفوراً شخصياً منه وإلى أن يتجه عقلى إلى طريق آخر فى التفكير.. وببساطة أسرد لك بداية مرحلة الشك فى صورة أفكارى وأنا طفل وهو: لماذا نستقبل منذ مولدنا كل الأفكار كمسلمات يجب أن نرضى بها؟! لماذا نقنع بكل ما يدرس ويعلم لنا من الكبار؟! هل هم علماء وكلامهم يقين؟! هذه هى بداية الشك التى تحدث عادة لأى أحد فى نفس مرحلتى وظرفى».
الحقيقة أن فى كلام الدكتور مصطفى محمود خير شرح للحالة التى ثار حولها الجدل، وظلت تلاحقه فى كل أزمة يمر بها فيما بعد من بداية للتفسير العصرى للقرآن ثم الشفاعة.. الإلحاد الذى يقصده الدكتور هنا ليس المقصود به الشرك، حاشا لله، وليس المقصود الكفر بالله أو أنه الإلحاد الذى يتعلق به الماديون والجدليون أو الهيجليون.
ولكن ما يقصده هو كما أخبرنا (أنا عمرى ما شككت فى وجود الله سبحانه وتعالى.. وأنه الواحد الأحد القهار.. ولم ينتبنى الشك مطلقاً فى القدرة الإلهية وأنها تدير هذا الكون الكبير من حولنا وأن هذا الكون باتساعه الكبير هو خير برهان ودليل على وجود الخالق الأعظم فهو يفصح ويثبت ويبرهن بل يهتف (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
الشك كان فى مسألة القضاء والقدر والجبر والاختيار والجنة والنار ونوع الخلود وشكله ومظهره. وكان رجال الدين يعتبرون أن مجرد التفكير فى مثل هذه المسائل يعتبر الكفر بعينه.. وأنا لم أكن كافراً!.. وهذا هو السبب فى أن كامل الشناوى قال لى فيما بعد: «قديما كانوا يفكرون ويتعمقون فى مثل هذه الشكوك دون أن يعرضوا للشنق وهى قضايا الجبر والاختيار.. والقضاء والقدر.. والجنة والنار.. والبعث والخلود».. ولكن كل هذه المسائل والقضايا تغير فيها تفكيرى تماماً بعد بحث وتفكير كبيرين، مع إطالة التفكير والتدبر والتعمق فى آيات القرآن. وأحسست أن القرآن كتاب عجيب.. لا تستطيع أن تحذف أو تضيف حرفاً إليه.. القرآن جامع مانع.. نسيج وحده.. دستور للبشر أجمعين فى كل زمان ومكان.
إذاً الإلحاد المقصود هنا هو إلحاد صحى.. ليس إلحاد الجماعات الشمولية الذى يريد عدد من أفرادها الكسالى أن يتخلصوا من عبء الفروض الدينية أو ما يلحق بها أو يبعدوا عن أذهانهم سبب آلام ضمائرهم.. فخلاصة أى كلام عن إلحاد الدكتور مصطفى محمود تكون أنه إلحاد من أجل الوصول إلى الإيمان الكامل.. اليقين التام.. وهكذا.
فى كل عصر يظهر فيلسوف معين فى زمن صعب وأوقات المحنة فى عصره.. يرفض الفيلسوف أن يسير على خطى السابقين.. يسأل نفسه إذا كان الكلام الذى يعلمونه لنا هذا كاملاً ويقينيا، فلماذا ساء الوضع وتدهور هكذا.. الأمر يحتاج إعادة التأكد من صحة المسلمات التى تلقن فى أماكن العلم.. مر بهذه المرحلة الكثير بداية من أفلاطون فى الدولة الإغريقية.. إلى ديكارت صاحب المبدأ الشهير (أنا أفكر إذاً أنا موجود)..
كل هؤلاء الفلاسفة باختلاف مراحل علمهم ودرجاته مروا بمراحل الشك واليقين حتى يصلوا إلى درجة معينة من اليقين.. ولكننا هنا سنتوقف عند أحد الفلاسفة المسلمين الذى مر بالمرحلة نفسها التى مر بها فيلسوفنا مصطفى محمود.. وهو أبوحامد الغزالى.. وقد اقترب مصطفى محمود فى ذلك من الإمام الغزالى ـ رحمه الله ـ وما ذهب إليه فى كتابه «المنقذ من الضلال»، إذ يقول فيه: «كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبى وديدنى، من أول أمرى وريعان عمرى، غريزة وفطرة من الله وضعتا فى جبلتى، لا باختيارى وحيلتى، حتى انحلت عنى رابطة التقليد، وانكسرت علىّ العقائد الموروثة على قرب عهد الصبا».
وإذا استمعنا إلى كلام الدكتور مصطفى محمود: «فى عنفوان شبابى كان تيار المادية هو السائد، وكان المثقفون يرفضون الغيبيات، فكان من الطبيعى أن أتأثر بمن حولى»، ولذلك كما يقول فى أحد كتبه: «احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق فى الكتب، وآلاف الليالى من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين».
وبالرغم من اعتقاد الكثيرين أن مصطفى محمود، أنكر وجود الله عز وجل، فإن الكلام السابق والتالى يوضح أن المشكلة كانت فلسفية فى الحقيقة، فقد كان يبحث عن مشكلة الدين والحضارة، أو العلم والإيمان، وما بينهما من صراع متبادل أو تجاذب، وقد ترجم لحياته الروحية قائلاً: «إن زهوى بعقلى الذى بدأ يتفتح، وإعجابى بموهبة الكلام ومقارنة الحجج التى تفردت بها، كانا هما الحافز وليس البحث عن الحقيقة ولا كشف الصواب.
ومع هذا العقل العلمى المادى البحت بدأت رحلة مصطفى محمود فى عالم العقيدة.
وعلى الرغم من هذه الأرضية المادية التى انطلق منها فإنه لم يستطع أن ينفى وجود القوة الإلهية، فيقول: «تصورت أن الله هو الطاقة الباطنة فى الكون، التى تنظمه فى منظومات جميلة، من أحياء وجمادات وأراض وسماوات، هو الحركة التى كشفها العلم فى الذرة وفى الـ«بروتوبلازم» وفى الأفلاك، هو الحيوية الخالقة الباطنة فى كل شىء».
وكما حدثنا الغزالى عن الأشهر الستة التى قضاها مريضاً يعانى آلام الشك، حتى هتف به هاتف باطنى أعاده إلى يقين الحقيقة العقلية، وكشف له بهاء الحرية الروحية، ومكنه من معرفة الله، نجد مصطفى محمود يتحدث عن صوت الفطرة الذى حرره من سطوة العلم، وأعفاه من عناء الجدل، وقاده إلى معرفة الله، وكان ذلك بعد أن تعلم، فى كتب الطب أن النظرة العلمية هى الأساس الذى لا أساس سواه، وأن الغيب لا حساب له فى الحكم العلمى، وأن العلم ذاته هو عملية جمع شواهد واستخراج قوانين.
وهكذا كانت رحلته من الشك إلى اليقين تمهيداً لفض الاشتباك بين العلم والإيمان، وذلك عن طريق علو الإنسان فوق المادة إلى ما هو أبعد أفقاً وأرحب مدى.
هل استوعبنا الموضوع؟ الأمر ليس بسيطاً بالمرة.. الموضوع الذى مر به فيلسوف مصر الحديثة.. إنه ليس حدثاً عادياً يمكن أن نتناوله ككلام متداول.. بل يجب أن نضع الصورة فى إطارها الصحيح.. إن هذه المرحلة التى مر بها الدكتور تاريخية لا تحدث إلا للفلاسفة المتأذين من الغث الثقافى المحيط بالمجتمع.. ويريدون إصلاح هذا المجتمع.. فكيف يصلحونه والمعارف أصابتها الشوائب..
فيكون الطريق هو عدم التسليم بأى شىء محيط، ويحول ذاكرته إلى صفحة بيضاء ليبدأ فى دراسة الوجود من أول (١-٢-٣) ليبدأ فى دراسة الأشياء والحقائق، كل على حدة وكلما تأكد من صحة شىء وأهميته تحول إلى الإيمان به وهكذا.. وإذا كان الفيلسوف أبوحامد الغزالى قد بدأ مرحلة الشك بنفى وجود الخالق نفسه فإن الفيلسوف مصطفى محمود قد اعترف بأنه لم ينكر وجود الذات الإلهية أبداً وأخيراً.. لخص الدكتور هذه المرحلة فى عدة كلمات بمثابة الروشتة لكل حائر وهائم.
أولاً: لم أبدأ مرحلة الشك هكذا من العدم وأنا غير مسلح بإيمان قوى أو وأنا عندى ضعف ما فى أى فرع من فروع الدين فأنا منذ طفولتى المبكرة شعرت بقلبى وعقلى يتجهان إلى الدين.. وتستطيع أن تقول: إننى فى الفترة ما بين سبع سنوات إلى اثنى عشر عاماً كنت متجهاً للدين بكل حواسى ومشاعرى.. أصلى الفروض جميعها فى المساجد وأستمع بإنصات واهتمام شديدين إلى الأئمة والشيوخ والدعاة فى المساجد وكنت أتردد فى هذه الفترة على مسجد وضريح سيدى عز مع صديق لى يدعى «فرج» نصلى الفروض والسنن ونستمع إلى وعظ شيخ الجامع وندون ما يقول ونحضر المولد وحلقات الذكر..
وهذا معناه أن هذه المرحلة الملحمية فى حياة الفلاسفة غير متاحة لكل الأفراد.
ثانياً: لا يجب أن يتأثر الأفراد فى مرحلة خلوتهم ـ مرحلة التفكير ـ بأى مؤثرات خارجية لأنى قد تعرضت من اليسار وقتها إلى إغراءات كثيرة خصوصاً بعد كتابى الأول «الله والإنسان» فقد كان تنظيماً دقيقاً، إذا صادف فى طريقه كاتباً يميل ولو من بعيد إلى أفكاره فإن مهمته تكون والحالة هذه: هى استقطابه ودفعه فى طريقه لكى يعمل أكثر.
فحين صدر هذا الكتاب فى البداية فوجئت بـ«محمود أمين العالم» يكتب مقالة يمجد فيها ظهور كاتب موهوب مجيد هو شخصى، ولأنى قلت ما يريدون نصبونى زعيماً، أذكر أننى كتبت قصة فى «صباح الخير» عن رجل زبال فأصبحت بأقلامهم أعظم كاتب.. أصبحت تشيكوف عصره.. بل قيل عنى يومها إن تشيكوف ظهر فى التاريخ من جديد، وأنا نفسى كنت مندهشاً لإعجابهم بهذه القصة بالذات رغم أنها كانت لا تعدو أن تكون عادية للغاية، بل لم يقتصر الأمر على ذلك فقد وضعوا القصة فى سلسلة اسمها «الغد» ووصفوها بأنها من عيون الأدب.. وعندما عدلت وعرفت الطريق الصحيح كاد هؤلاء الناس يفتكون بى، اتهمونى بالردة الاجتماعية والنكسة الفكرية، وهذا يدلك على أنهم ليسوا مخلصين بالمرة، وأنهم يكيلون وليس لديهم مكيال واحد للعدل.
ولهذا حذفت هذه القصة من كل مؤلفاتى بعد ذلك ولم أدخلها أى مجموعة قصصية، لقد كانت مدرسة، بل قل مدفعية ظهرت وقتها، عبدالعظيم أنيس ومحمود أمين العالم، كانت مدفعية إرهابية من أجل أن يسير الكتاب كلهم فى طابور واحد.. ومن أجل أن ينادى الكتاب كلهم بالاشتراكية العلمية والشيوعية والماركسية وكتب الحفاة.. وإلا لا يصبح من يكتب على هواهم أديباً!!
أنا بعد هذا الكتاب بدأت أعيد النظر فى كل شىء من حولى، وأولها هذا الكتاب الذى ألفته فوجدته مليئاً بالثغرات ولا يفسرنى، خاصة أن الفكر الاشتراكى يحاول استقطابى وتتويجى زعيماً، وأنا بالطبع لم أنضم لأى تنظيم لهم ولم أتعرف على كوادر يسارية منهم.. والحقيقة أننى بعد أن قرأت بإمعان ماركس لم أقتنع بما يقوله وأحسست أن هناك خطأ ما فى كتاباته، ولهذا حين دخلت فى حوارات ومجادلات مع محمود أمين أفحمته وفندت آراءه خاصة فى الندوة التى عقدت أيامها فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ويومها سحبت البساط من تحت قدميه، وقال له زملاؤه بعدها: أرأيت ماذا فعل بنا الرجل الذى امتدحته ورفعته إلى عنان السماء السابعة؟!..
لقد اتضح أن مصطفى محمود هذا درويش أهبل.. سوف ينتهى به الحال إلى أن يجلس على الرصيف أو يجلس أمام أحد الجوامع زعيماً للمهابيل!
إنك باحتضانك لهذا الرجل ودتنا فى داهية!!
وبدأت بينى وبين نفسى حواراً طويلاً وقرأت كل ما كتب فى الفلسفة وعلم النفس بدءاً من سقراط إلى أفلاطون وأرسطو وهيجل انتهاء بكارل ماركس ووليم جيمس، وتعمقت فى قراءة الأديان من أول الفيدات الهندية والبوذية والزرادشتية وأخذ ذلك مجالاً طويلاً معى.. رحلة طويلة بينى وبين الأربعة جدران انتهت بشاطئ الإيمان.. أحسست بعدها فى النهاية أن القرآن الكريم جامع مانع.. تناول كل شىء فى هذا الوجود، ويعطى الإجابات النهائية لكل المسائل والقضايا التى كانت تحيرنى وتشغل عقلى، وليس هذا فقط ولكن القرآن يضم فى عباءته كل الأديان والفلسفات وخلاصتها.
ولكن كان لليسار اتجاه بالفعل وقتها، فالذى يسير فى طرقهم يشيدون به ويكتبون عنه مقالات والذى يغير طريقه عنهم يتناسونه أو يهاجمونه، حدث هذا فى الستينيات ولم يقتصر الأمر على الأدب بل امتد إلى السينما والمسرح.. وكل ذلك لم يأت نتيجة الفقر والجوع للبلد بل نتيجة الاقتصاد الشمولى الذى نادوا به فى حين تغير العالم كله، لقد رأوا بأعينهم سقوطهم الذريع.. فى خلال ٢٤ ساعة استيقظوا من نومهم فوجدوا جميع صحف العالم توجه إليهم اللعنات.. يديرون مؤشر الراديو فى كل اتجاه فيجدون أصوات الشعوب تهتف بسقوط الشيوعية حتى داخل روسيا نفسها.. إننى أشفق عليهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق